لأني أحبكم … ألومكم

من أصعب مايحصل عليه الإنسان العلاقت الإجتماعية الناجحــة، لأن إرضاء الناس غاية لاتدرك، وغالبا مايكون هذا الإرضاء مؤثرا على إرضاء النفس..

لست من الذين يتأثرون بأخطاء الناس وتصرفاتهم المفاجأة لكني أحزن عندما أبني حياتي على مفهوم عامل الناس كما تحب أنا تعامل عليه .. ولا أحصل عليه .

وهذا الحزن يزيد عندما تكون هذه التصرفات من أحبابنا وأصدقائنا والمقربين فالمؤلم روح الأنانية واللامبالاة مع أنه يقال ” مايحك ظهيرك إلا ضفيرك” ولكني أقول كثيرا تلك المرات التي جرحت نفسي بسبب أضافري الطويلة حتى أنها رسمت أثرا على جلدي .

مشكلة هي أن تكون ذا قلب محب، وأحساس دافء…. وتواجه الجفاء.

مشكلة حقيقية أن تخلص وتعطي …. ولا تحصل ، حتى وأن لم يكن الأخذ من أولويات عطاءك وأنك تعطي لأنك تحب ، ولكن تحصل على عدم الاهتمام هذا الأصعب.

لا أتعجب حقـــا عندما أرى زيادة أعداد المرضى النفسيين بسبب صدمتهم من المجتمع ، ولكن أتعجب من مجتمع يظن أنه يستطيع أن يعيش وحيدا للأبد …

 

هنادي عباس كرم

hanadi.a.k@hotmail.com

مانشر بجريدة الصباح

سامحووووني

 

قبل ثلاثة اعوام كنت ضد دخول المرأة للبرلمان ليس عداء لها انما لعدم ثقتي بعطاء المرأة الكويتية وعدم معرفتي لقوتها، الا انني اليوم اتأسف على ايام مضت لم اكن اعي قدرة المرأة الكويتية مع ان التاريخ حافل منذ تأسيس الكويت باسماء نساء كويتيات متميزات في جميع المجالات.. نعم اعترف بالجهل فعند قراءتي لسيرة المرشحات الشخصية ومتابعة نشاطهن السياسي واهدافهن وايضا انجازاتهن السابقة ارى ان اغلبهن ثقافة وعلما وقوة ايضا من عشرات المرشحين الرجال.. فمن رشحت نفسها لانتخابات مجلس الامة المقبل تعرف تماما بانها تصلح للجلوس على الكرسي فمن سمات المرأة تطبيق «رحم الله امرء عرف قدر نفسه» فلا تستطيع المرأة اخذ هذه الخطوة ومواجهة المجتمع الرجولي الا على قناعة ويقين.. وتعرف المرشحة ايضا بانها تستطيع المطالبة بما هو الاصلح لهذا المجتمع بقوة وثبات وبأسلوب راق يعجز عنه خمسون عضو مجلس امة سابق باستخدام مثيله.
فسامحيني يا امي.. مع انني ترعرعت في احضانك ورأيتك تساندين ابي الا انني ظلمتك بجهلي بقوتك.
وسامحيني يا اختي.. مع انك كنت تنصحيني وترشديني دائما لكنني كنت اجهل وعيك وثقافتك.
فسامحوني يا مرشحات مع انني كنت اسمعكن واقرأ لكن، ولكنني كنت اجهل قوتكن وقدرتكن.. فأنتن لي امهات واخوات..
فثقوا اليوم ان سعيكن للحصول على حقوقكن السياسية لاربعين عاما لن تضيع لجهالة في هذه السنة فانا وغيري سنساندكن ونقف معكن واصواتنا لكن.
فانا على يقين تام بأنكن الافضل وبكن سيصلح المجتمع ويرقى وستعود الكويت لتعود عروس الخليج من جديد.
فورء كل جمال حقيقي امرأة.

 

هنادي عباس كرم

hanadi.a.k@hotmail.com

قصصي المتواضعة

 

أنثى عادية

 

نشأت فتاة عادية كمثيلاتها من الفتيات العاديات من أسرة متواضعة, فحياتها عادية مستقرة لم تعرف معنى المشاكل لا لأن حياتها خاليه منها ولكن لصغر سنها وطبيعة تربيتها المترفة و دلعها الذي لا حدود له فقانونها “كل ما أشاهده حولي أستطيع الحصول عليه” فانشغالها بنفسها ومراهقتها التي تسعى فيها بإشباع غريزتها، علما بأن الغريزة عند أي مراهقة عادية هي إشباع غريزة الحب .. فلا تنسوا إنها عادية!!

ومن أجل البحث عن الحب كانت تقضي ساعات أمام المرآة قبل الخروج، تتفنن بألوان ماكياجها لتظهر كلوحة فنية بألوان بيكاسو الجريئة، وأيضاَ كانت تتفنن باستخدام ابتسامتها الجذابة مع إنها عادية إلا إنها ماهرة بإبراز أنوثتها بإتقان لتتحول من عادية إلى جذابة تلفت الأنظار إليها… فهذا حال أغلب الفتيات!!

وأسرتها العادية مكونه من أم وأب وأخ .. عائله صغيره لكن ما تواجهه بالحياة كجميع العائلات الكبيرة .

أمها بالنسبة لفتاتنا نجمة تنير لها الطريق، شعلة لا يتوقف عطاؤها، صديقه وحبيبة ومصدر للحب والحنان، حضنها دفء وأمان ، قوية كالجبل ليس بالشخصية ولكن لتحملها أعباء الحياة، محامية ممتازة لابنتها تدافع وتبرر جميع أخطاؤها إلا إنها متواضعة حتى في أحلامها لأن ما تزال الأم العادية التي تحلم بزوج عادي لابنتها.

أما الأب قبطان السفينة لم يكن من النوع الحازم أبداَ ولا مهتما بما يدور داخل الأسرة لأنه من الشخصيات السلبية  والتي لا تكترث إلا بسمعتها وسط المجتمع وجمع المال.

والأخير هو الأخ ترعرع على نظرية الابن هو المسيطر والمتحكم بالمنزل فأدى دور رجل المنزل على أكمل وجه و بقوانين الرجل الشرقي فارضاَ شخصيته بجميع الأمور، مستغلاً سلبية أبيه وانشغاله وحب وضعف شخصية أمه.

نرجع لفتاتنا ولنجعل لها اسما عادياً ” مريم، سعاد، سارة، نوره، وجد…” اختاروا ما يناسبكم وأنا سأختار وجد لأن يعبر عن رومانسية فتاتنا.

كما عرفتم وجد تبحث عن الحب فلذلك كانت شغوفة على تفسير خطوط كفها وفنجانها لتصل إلى حروف من اسم فارسها ومواصفاته وكيفية الوصول إليه والطريقة التي سيخطفها بها بحصانه. حتى قالت لها إحدى الدجالات بأحد الدول العربية التي كانت تقضي بها عطلة الصيف :” الألف ” هو مستقبلك ن فالألف هو من سيخرجك من صدفتك لتستمتعي بجمال الحياة، الألف برائحته الرجولية التي ستهز أعماقك وستذوبين بين ذراعه وتذوبين بين العشب الذي بصدره…. بالحلال طبعا!!

فرحت وجد هذه النتيجة فما أن تسمع اسم بحرف الألف حتى تولع به وتتابع أخباره لعله سيكون فارسها .. مع أن جاذبيتها خطفت عقول وقلوب مجموعه لا بأس بها من المعجبين الذين خلت أسمائهم من حرف الألف لذلك صدتهم جميعا بانتظار الألف المنشود .

ظلت على هذا الحال من تيار إلى تيار حتى بلغت سن الثامنة عشر وأصبحت فيه أكثر جمالاً وأنوثة وحاجة للحب مع تغيرات بسيطة لمفهوم الحب فلم تعد تحتاجه للحب نفسه ولكنها طمعت بلمسه وقبله بسيطة تزيد الحب حرارة وقوة حتى يحين وقت الحلال.

لكن لم تنسى أبداً أن ورائها أخاً يراقبها فحرصت جداُ  على تصرفاتها مع إنه أحيانا لم يشكل لها مصدر قلق بوجود أم تخفي أخطاء ابنتها واستخدام القليل من كيد النساء.

فاستمرت الحال مستقره حتى ذلك اليوم الذي تاهت بالطريق وهي تقود سيارتها الحمراء الرياضية والتي تبرز شخصيتها النشيطة والجريئة … وقفت يمين الشارع تحاول التركيز فقبل أن تتصل على من ينقذها وقفت سيارة سوداء ألمانية أمامها من الطراز الحديث والغالي جدا ونزل منها شابا وسيماً بنظرات لم تعي معناها .. عرف مشكلتها .. ساعدها بالوصول إلى منزلها تاركا لها ورقه  صفراء صغيرة لتحتفظ بها.

بما إن الشاب من النوع المفضل لدى جميع الفتيات .. والواضح بأنه ابن عز وجاه.. فلم يكن من السهل نسياه فلذلك فتحت الفتاة الورقة الصغيرة .. ولمحت الاســـــــــــم ” أمير”!!

أمير هذا الألف التي تبحث عنه، وأخيرا قد سخره الله إليها اليوم .. يا له من يوم لمولد

حبها .. فانتقلت مشاعرها من لا شيء إلى تصورات مستقبلية ، وبدون تردد اتصلت على رقم الهاتف الموجود بالورقة بحجة أن والدتها تشكره على مساعدتها ، وتحولت المقدمة من شكر إلى مكالمة طويلة استمرت لساعات عرف كلا منهما معلومات كافية عن الآخر وحددا موعد اللقاء.

تعجبت الفتاة لسرعة استسلامها فكان أمير كالساحر بعصاه السحرية يجذبها إليه بكلمات لم تسمعها من قبل .. فصوته قوي كالمخدر الذي خدر جميع حواسها وطار بخيالها إلى أبعد المجرات ولأول مرة تشعر بأنوثتها ،وجريان الدم بعروقها، فنبرة صوته كأمواج البحر مليئة بالرجولة غيرت كيانها ورسمت لها دروبا بالحب وربيعا لحياتها المملة.

فلم تكذب أحاسيسها وسارت وراء تيار الهوى الجديد ولم تشعر بالخوف ولو للحظة .. واستعدت للقاء فلم تواجه مشكلة للخروج من المنزل فحالها حال أغلب الفتيات العاديات بكذباتهن العادية واستغلال ثقة أمهاتهن .

كان اللقاء في مكان عام إلا إنه غير مزدحم مختلف عن الأماكن التي تعودت  الخروج إليها مع صديقاتها لأنه كان راق مميز بإضاءته الخفيفة .. وبعد حديث بسيط سرعان ما استطاع أن يمسك يدها فكيف لها أن تقاومه وهو أميرها ومتحكم بكل مشاعرها أما بالنسبة له أدرك إنها من البنات السذج لم تشوه حياتها ماض ولم تتعرف على أصناف الرجال، فما إن مسكها شعر بحرارة يديها فطمأنها بأنه موعود لها.

تكررت اللقاءات وعرفت الأم بسر ابنتها ، لكنها لم تمنعها إلا بنصيحة أن تكون أكثر حذراً وتكررت المكالمات حتى شك الأخ بالموضوع وراقبها حتى كشف المستور وما إن رجعت البيت في ذاك اليوم حتى انهال عليها بالضرب لترقد بالفراش ثلاثة أيام دون حراك … فأخاه أيضا رجل عربي شرقي عادي لم يتحرر فكريا ، صلب، قاس وصارم .

وبعد هذه الأيام الثلاث وبعدما استجمعت قواها لجأت إلى أمير الأمراء لينقذها إلا إنه تعذر بأسلوب رقيق بدورة سفر خارج البلاد لمدة ستة شهور.

هاهي الشهور الست تنقضي ببطيء شديد .. ولم تنتظر حتى يبدأ هو بمكالمتها ويفي بوعده .. لأن شوقها أرغم أصابع يدها للاتصال به ففرح بسماع صوتها وحدد موعد اللقاء ولكن ليس بمكان عام خوفا من أخيها وجدية الموضوع الذي يريد أن يحادثها به بعيدا عن أنظار ومسامع الناس.

تثاقلت خطوات وجد عند ذهابها للموعد في شقة أحد أصدقائه – ولا أدري لماذا يلجأ الشباب إلى جملة شقة صديقي!!! –  إلا إنها تثق به وليس كل ما سمعت من قصص عن الخيانة والغدر صحيحة فحبيبها ليس ذئبا إنما أمير الأمراء.

بهذه الكلمات شجعت نفسها واستجمعت قوتها لتطرق باب الشقة ويفتح لها أمير الباب ويحضنها ويسلم عليها بحرارة فسارت جميع تلك الأمور بسرعة ولم تمنعه لأن هذا ما يسمى شوق العشاق والشوق كلمة تغنى فيها أهل الطرب لأنها من أقسى الأحاسيس التي يشعر بها المحب .. فهو داء القلب وجرح لا يلتئم إلا باللقاء.

واليوم تم اللقاء ليلتئم الجرح ويداوى القلب وبعد انسجام  الأجسام جلسا يتحادثان عن مستقبلهما لأن هذا ما يهمها هي على الأقل أما هو أخذ يتلاعب بكلماته بين وعود مزيفه وأحلام كاذبة وهروب من المسؤولية،و لأنها تثق به صدقت وجد ما أراد قلبها أن يصدقه .. ولأنها تثق به طلب منها وبأسلوبه الرقيق المعهود بأكثر من لمسه وحضن لأن عيناه لا تستطيع مقاومة جسمها الذي كان في قمة جماله وشبابه كما إن أحاسيسها كالنار تشعل الصحراء، وغرائزها الأنثوية وحاجاتها كالظمآن الذي لا ترويه مياه الأمطار.. فهو أمير الأمراء بكامل طاقته الرجولية وخبرته بإطفاء اللهيب وسقي العطشى.

إلا إنها تنبهت بناقوس الخطر الذي فجر رأسها بدقاته وصوته العالي وصوره لأمها الباكية وأخيها ماسكا للعصا فدون شعور ركضت مسرعة عائدة للمنزل بإحساس لا يستطيع القلم وصفه فقد كان مزيج من اليأس والأمل، والأمن والضياع.

قاومت وجد ضماها، فحافظت على اسمها وأكملت حياتها لكن بسذاجة انجذابها لأمير وقضت أجمل أيام شبابها بين لقاءات ومكالمات هاتفية وأحضان  وحفلات خاصة … انجرفت وراء وهم ، وكلمات عذبة تستحم روحها بها.

ورفضت عرسانا كثيرين لم يكونوا أبداً عاديين حتى جاء اليوم الذي وقف الأخ بالعصا، وأرغمها على الزواج بحزم بتأييد من والده – حتى لا يتكلم الناس عن ابنته العانس – وهنا كانت الحيرة ولكن هي مرغمة على الموافقة فتزوجت من أنور ، شاب مهذب لبق لم يكن وسيماً إلا إنه يجذب العقول بمنطقه وأسلوبه الراقي .

وفي يوم الدخلة جلست وجد على المنضدة في غرفة الفندق دون حياء ، تسيطر عليها نظرات كبرياء واشمئزاز ولم تستطيع تجاهل أحاسيسها والتقزز التي تشعر به مما جعل أنور ينفر منها ولم يكن نفوره لفترة معينه بل دام لأشهر طويلة ، استغلت هذا النفور بنشر إشاعة ضعف قوته الجنسية ، وهذا ما أعطاها القوه لتكون أكثر استقلاليه فداومت على لقاءها بأمير.

لقاء يعقبه لقاء وتذمرات من العيش مع زوج ضعيف لا يستطيع مخاطبة الجسد!! فلا لوم عليه لأنه لم يستطع أيضاً مخاطبة قلبها الصلب كقشرة البندق.

–         ” لماذا تحملين بقلبك هذا الكره؟؟”

–         ” أنا لا أكرهك ولكني لا أستطيع أن أحبك”.

حاورها في ليلة رآها تبكي وأجابته بكل وضوح وصراحة حتى اتفقا على الطلاق وتنازلت عن كل حقوقها من مؤخر وغيره، ورجعت منزل والديها بحقيبتين ملابس.

لم يتفاجئ  أهلها من رجوعها .. ولكنها لم تكن أبدا مرحبا بها واشتد عليها الحصار من الجميع داخل أسرة والمجتمع الذي تعيش فيه.. ولكن هناك أيضاً من يشفق عليها بزواجها من اللارجل.

بعد أيام قليلة اتصلت على أمير الأمراء ليرد عليها صوت مختلف يدعوها لنسيان أمير لأنه تزوج من أخرى فلا تحاول البحث عنه لأن اسمه ليس أميراً بل فراس.. وطلب منها أن تجرب الحب معاه لأنه خبير أكثر بمسائل النساء ويعرف كيف يريحها!!

فأدركت كم كانت رخيصة .. فبيده كانت كالوردة التي تنشر عبيرها للجميع دون مقابل ورميت عندما ذبلت واصفر عودها.

أدركت متأخرة إن نصيبها الألف كان أنور وأن أمير مجرد وهم خلقته لنفسها وتمسكت به .. ولكن لم ينفعها هذا الإدراك المتأخر وعاشت بكآبة وحيرة وأرق وكل أحاسيس الضياع، فلم تستطع النوم لليال طويلة تحس يد أمير على جسمها يلامس أجزاءها ورائحة أنفاسه تحاصرها وصوته يحيط بها وكلماته اللذيذة التي تشعرها بأنوثتها وحاجتها له … هنا شعرت بالخوف.

شعرت بأن لا مستقبل لهــا……..

وإنها خسرت أميرها الحقيقي وفارسها ..

وخسرت كرامتها ورضاها عن نفسهــا…

فاستمرت على هذا الحال طويلا.. انزوت ،  أصبحت غرفتها محرابها وصدفتها التي تحتمي بها حتى من نظرتها المقززة لنفسها، واحتقارها لذاتها، فساءت حالتها وتدهورت، واليوم الذي خرجت به من غرفتها مرغمه بعصــا أخيها وبكاء أمها وخوف أبيها كان إلى مستشفى الأمراض النفسية.

فأين وجد اليوم ؟؟

لا وجود لهـــا!!

فلم تكن نهايتها عادية .. لأنها لم تختار الطريق العادي.

 

أنثى جريئة

أنا فتاة جريئة جدا، لم يحتوي قاموسي على كلمة خوف ولم أذق بحياتي طعم الخجل والتردد حتى إنني لا أتذكر قط أن تحول وجهي إلى اللون الأحمر إلا بالحر، فضحكتي يمكن سماعها عن بعد عشرون مترا.

فجرأتي هذه جعلتني مميزة بين صديقاتي وقريبة إلى قلوبهن إلا إنها أبعدتني عن قلوب الشباب فكثير منهم يعاملني على إني ذكر!!.

ولا يعني ذلك على خشونة تصرفاتي بل إنني أنثى كاملة بأحاسيسي وتصرفاتي وكلماتي وشكلي ، فقد تحولت إلى امرأة في سن مبكر، وتغير رسم جسدي وامتلأ باللحم وظهرت فيني معالم الأنوثة واستدار وجهي حتى صوتي أصبح أكثر حلاوة مع ذلك حرمت أذناي من سماع كلمات الغزل بسبب جرأتي اللامحدودة.

إلا!!

إلا عندما أراه أتحول إلى إنسانة أخرى، إنسانة ضعيفة فكلما أقترب منه أشعر بالخوف ونبضات قلبي تتزايد كإيقاعات الطبول الأفريقية ، وتختفي ضحكتي ، وتتراكم بعيني دموع صلبة كالثلج، وترتخي عضلات قدمي حتى إني في كثير من الأحيان ينتابني الإحساس بالضعف التي يوشك بي الوقوع إن لم أتجنب النظر إلى عينيه اللامعتين ، فإنهما قويتان تخرج منهما شعاع كالسهم يجتاز جميع حواسي ويشلها ، وشفتاه آآآآه على شفتاه اللاتي لا تقاومان دافئتان كالنار في الصحراء الباردة، وكالفاكهة اللذيذة في فصل الصيف ، وكعطر الورد الجوري الهولندي في فصل الربيع، وكهواء رياح الخريف القوية فعندما أراه أعيش جميع الفصول .

إلا إنني لم أعش سعادة التقرب إليه إلا في أحلامي ودفتر خواطري… فكم تمنيت أن أحادثه دون أن يشعر بحبي له.

فكان هو الوحيد نقطة ضعفي ومن يحسسني بالخوف وبتواجده أعرف الهروب، مما جعل أسرتي يشعرون بحركاتي الغريبة ويتهامسون بها لكن دون أن يعبروا عن ما يجولوا في أذهانهم جهرا حتى لا أحرج .. فبعد عشرون عاما تعلمت الإحراج بسبب حبي لأبن عمي مختار وبدأت حكايتي معه وبدأت أغرق وانتظره ينقذني.

وما أشعره تجاهه لا يوصف له طعم مر كالعلقم وحلو كالعسل، حبه جعلني أعيش جميع تناقضات الحياة ، ومع ذلك لم أستطع أن أكتشف شعوره تجاهي ….. وكيف لي أن أعرف وأنا لا أستطيع النظر إلى عينيه ولا حتى أستطيع أن أنطق باسمه لا جهرا ولا سرا.

مختار يكبرني بخمسة أعوام، قضيت طفولتي باللعب معه، ومراهقتي بالأنس لأحاديثه وتجاربه ومغامراته النسائية .. فكم تمنيت أن أكون معه بمغامرة ما، وفي بداية شبابي وأنا بالعشرين من عمري أتاني نداء من قلبي يتمنى منه أن يغازلني ويداعبني، يمسكني بيديه الرجولية الخشنة ليشعرني بأنوثتي وضعفي واستسلامي له، كما أيضا جسمي ينادي بحضن  يذوبني ويشعرني بأنفاسه الحارة.

حبه علمني مناجاة القمر والبكاء من الوحدة، وعلمني أن يكون لي وطن آخر في صدره وقمر آخر في عينيه كما علمني أيضا أن أقرء لنزار قباني وأنام على صوت عبدالحليم حافظ.

” لو أني أعرف أن الحب خطير ما أحببت “

سألتني والدتي ذات ليلة :” من تحبين ؟ ومن من شباب العائلة تحلمين؟؟”

أجبتها بلا شعور ولم أعرف أهو حياء أم كبرياء:” لا أحد”.

كان سؤال والدتي غريبا ودون مقدمات فلم أتعود مصارحتها بأموري فدائما كانت لي حياتي وتفكيري المستقل إلا إنني لم أكترث لهذا الحديث العابر واستمرت حياتي كما هي بين سطور نزار وأنغام عبدالحليم وحب عنيف كمراهقة ودعاء لرب العالمين بأن يجعله من نصيبي وخيمتي التي أستظل بها وتحميني .

حتى سمعت بخبر زواجه .. وأن الغد سيكون حفل العشاء لهذه المناسبة للتعارف بين الأهل، وهنا توقف عقلي عن التفكير، وشلت أحاسيسي ولم أشعر بشيء ولم أستطع حتى البكاء وليلتها نمت طويلاً كي أنسى وأستجمع قواي المنهارة، أتدرب على ابتسامة مزيفة لأتعرف فقط على أميرة مملكته .

وفي بيت عمي ، تعالت الضحكات وأصوات الأغاني وكنت أبادلهم نفس الضحكات … لا أبدا لم تكن مثلهم بل أقوى منهم بكثير ، ورقصت ليلتها كثيراً حتى انهارت قواي ،وكلما أرقص وأشعر بالوحدة والغربة والوحشة وأني إنسانة بلا حياة .. فلماذا علي أن أعيش وأنا أرى حلمي بيد إنسانه أخرى.

خرج جميع المعازيم ..وخرجنا أيضا وفي طريق العودة جلست صامته وأتألم من قسوة قلبي ..فلم يكن من السهل أن أفرح لضياع أثمن ما أملك .. إلا إن حديث والدتي مع أختي قد جذب إليهم ذهني المشتت، فكان كلغز أسمعه لأول مره .

–         ” لو وافقنا على زواج مختار من أختك طيف لكان اليوم ليلة زفافها”.

–         ” ليس من نصيبها وبإذن الله ستتزوج من يحبها ويحترمها وتكون مواصفاتها وأخلاقه أفضل من مختار”.

 

كل حرف من هذا الحديث كطعنات سيوف تخرق جسدي، وفرحان تعلو بعقلي وآهات تستنجد بقلبي.. وأدركت لحظتها أنني أنا من رفضت حبيبي، وأنا التي حطمت حياتي بيدي وغيرت مستقبلي.

فلا حل لدي سوى أن أبكي وحيدة ، فلا ندم ينفع في هذه الحالة وعلي أن أقضي باقي عمري بصمت بين أوراقي القديمة وأغاني عبدالحليم.

                   ” سامحني يا حبيبي..

                    ولا تلمني…

                    فأنت الملام أيضا لأنك لم تدافع عن حبك….”

 

توقيع الجريئة

………………

 

 

أنثى ضعيفة

 

في أحد الفنادق البسيطة …

وبين الأضواء الملونة…

تعالت أصوات الزغاريد، والأغاني، والجميع سعيد بزواج ندى من نادر، فمع بساطة الاحتفال إلا إن كان مميز لأنه جمع الحب الذي كاد أن يصبح النسخة المطورة من أحداث قصة مجنون ليلة.

وقف العريس ومد يده كأن يريد أن يقول لها :” اجتمعنا اليوم وأصبحتي ملكي .. وأنا ملكك”فالعرس استجابت لكلمات يده قائلة:” أنا لك دوما روحا وجسداً”، فوقفت،وأخذ يخطوان خطوات سريعة لخارج قاعة الاحتفالات حتى وصلا إلى غرفة النوم المحجوزة لهما لمدة ثلاثة أيام.

وفي داخل الغرفة جلست ندى على حافة السرير خجلة ومتوترة لا تعرف ماذا تفعل وعيناها على الأرض.. فهذا ما تعلمته من الأفلام العربية التي كانت تشاهدها.. فلم تتعلم شيئا آخر غير الخجل و قصة سمعتها من صديقته دلال المتزوجة حديثا عن يوم دخلتها وكيف هجم عليها زوجها كثور هائج، فعندما تذكرت كلماتها انتابها شعور جديد وهو الخوف من أن تصبح نعجة.

أحس نادر بخوفها فمسك يديها المرتجفتان وفركهما بيديه حتى شعرت بالدفء والأمان ثم قبل باطن يدها وأصابعها مما زال التوتر عنها وبعد ذلك زحف إليها ببطء مداعباً خصلات شعرها الأسود قائلاً لها:” حبيبتي.. يا أجمل حلم تحقق لي دعيني أسبح على جسدك، دعيني أشعر أن كل تلالك وهضابك ملكي” وأخذ يدنو منها أكثر ويتعامل مع جسدها كطبيب خبير مستخدماً جميع أدواته من قبلات وغيرها.

أحبت ندى لعبة الرجل والمرأة، ولم تقاوم وشاركته بهذه اللعبة، حتى التحمت أجسادهم وذابت كالزبدة من حرارة الأجساد والأنفاس.

فبعد البراكين والزلازل، سطعت الشمس من جديد، وانتشرت أصوات تغاريد العصافير بالهواء، كأحد أيام الربيع ولكن في شهر أغسطس الحار.

ولم تكن تلك الليلة فقط المميزة بحياتها، إلا إنهم قضوا أول سنة كلها عسل ففي كل يوم يولد لهما حب من جديد…

حتى اليوم الذي قررا إنجاب طفل يكمل سعادتهما، يكمل رجولته، وتكمل به أنوثتها وتشبع غريزة أمومتها.

فأجريا الفحوصات، ليكتشفا أن لا أمل لها أن تصبح أما،بسبب مرض برحمها يمنعها من الحمل.

فمنذ ذلك اليوم وهي تعيش بلا أمل، وشعور بالعجز مما انتشرت بسماء حياتهما سحابة من الكآبة سوداء وكبيرة تمطر عليها بالكثير من الخلافات.

التي جعت نادر قليل المكوث بالمنزل حتى إنه كان يقضي ليالي عطل نهاية الأسبوع مع أصحابه بالشاليه.

إن انكسار ندى وشعورها بالنقص من أن تكون امرأة كاملة جعلها تتصرف بطريقة نفر منها الجميع وليس زوجها وحده فتغير طباعها إلى من إنسانه واثق بنفسها إلى إنسانه مهزوزة ومضطربة، ومن محبة إلى غيورة شكوكه،ومن مؤمنة ومطمئنة إلى حسودة… لا ترى الأمور بصورتها الحقيقية، وزادت نفسها كبرياءً وغرورا لتخفي النقص الذي تشعر به..فكانت تخاف من أهل زوجه أن يحرضوا زوجها بالزواج من الأخرى فلم تحسن معاملتهم فكثيرا ما ندمت على تصرفاتها وكثيرا ما بكت على حياتها وضياعها وتشتت أفكارها .. فأصبحت تعيش بتعاسة دائمة .

وحدث ما توقعت في اليوم الغير متوقع.. وبالفعل تحت اسم الدين ورواج زواج المتعة والعرف جعلت نادر يبحث عن حضن آخر ينام عليه، وقلب آخر يشبعه عطفا، فتوج من أخرى حريصة والتي حرصت أن تكسبه وتجعله دائما لها… فكانت تدلله بالصباح كابن لها ، أما بالليل تزرع فيه شخصية سي السيد ، الرجل البربري .. عرفت المفتاح الذي يفتح لها أبواب الحياة المستقلة … فتحول الزواج المؤقت إلى عقد دائم حتى وإن لم ينشأ الحب فالعشرة كفيلة باحترام كل منهما الآخر.

أما ندى لم تستوعب ما يحدث من خلفها لأنها غرقت في حياتها التعيسة وانطوت على نفسها وقيدت مشاعرها بأوهام .. واستمرت على هذا الحال ثلاثة سنوات أضاعت فيها كل الحب .

وبعد هذا السنين من الضياع لجأت إلى ربها أخيراً بالاستغفار، وأكثرت من قراءة القرآن فأحست بعد أيام بأنها تسترجع نفسها وتشتاق لماضيها الممزق، ولذالك سعت لإصلاح ما أفسدته من علاقات …. حتى عادت ولكن ببطىء جديد فعادت الضحكة وشقاوة الحب والرومانسيات وأضاء الحب حياتها من جديد .

استردت احساسها بأنوثتها ،والجو العائلي الحميم ،إلا إنها لم تدرك بأنها خسرت جزء كبير من قلب زوجها المعلق بأسرة ثانية أكثر استقرارا ..

ففي ليلة عيد زواجها الثامن والذي قررت أن يكون مميزا ومثيرا لبست فستان نوم  أبيض شفاف يبرز جمالها .. وجهزت الشموع .. وعطرت الغرفة برائحة الياسمين لتعيد ذكريات أمحتها السنين وانتظرت .. ومازالت تنتظر حتى نامت.

وعند حلول الصباح تحسست السريربجانبها تبحث عن نادر إلا انها لم تجده ففزعت ودب الخوف بفلبها وشعرت بضيق غريب لاتعرف سببه.

–         ” أ كان حلما ؟!”

ولم يدم تساؤلها طويلا حتى رن هاتف المنزل للوهلة الأولى ترددت حتى تمالكت هواجسها ورفعت السماعة.

–         ألو

–         ألو

–         بون جور مدام نادر

–         أهلا وسهلا

–         أنا من إدارة مستشفى ..

بدنا نبلغك إن زوجك عمل حادث حالته مستقره  لكن بده يشوفك

 

سقطت السماعة من يدها وركضت بسرعه إلى الخارج واتجهت الى المستشفى دون احساس ودون تفكير كأن الدنيا هي التي تقوده.. عرفت رقم غرفة النوم وصعدت إليه لتجد حوله ولدان صغيران وبنت جميلة تملك جمال عين نادر ،و إمرأة جالسه بجانبه مليئة عينها بنظرات الحزن والارتباك.

وقفت ندى وأحست بالغربه كأنها دخلت الغرفه الخطأ ولا تعرف ما تسأل عنه أولا هل سلامته أم من هي؟!!.. إلا إنه أشار لها بيده فجسمه مليئ بالكسور والأجهزة كثيرة من حوله .. توجهت إليه فلم يستطع الكلام طوقته بذراعيها وقبلته قبلة طويلة على جبينه ابتسم بصعوبة وسكت وتجه بنظره إلى المرأة التي بجانبه ثم أعاد بنظره إليها ففتح فمه كأنه يريد اخبارها بشيء فأسرعت بوضع يدها على فمه مردده ” أعرف أعرف .. لا بأس عليك .. من حقك!!”.

خرجت من الغرفه منهزمة وقفت عند الباب مده مشلولة العواطف والأحاسيس ولم تعرف ما الذي أحزنها أكثر الحادث أم زواجه، وهي كذلك رأت الأطباء مندفعين إلى داخل الغرفه ولم تمر دقائق قليلة إلا  وتعالت صرخات تخرج من الغرفة.

وعند دخولها رأت نادر قد فارق الحياة وهو بأحضان زوجته الثانية. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أنثــــى شاذة

 

يقول الراوي :

” كان يا مكان في قديم الزمان هذه الجملة تستخدم دائما عند رواية قصة للأطفال، أما أنا فمضطر أن أستخدمها لرواية قصة خياليه شبيهه لقصص جدتي، ولكنها بمعاني لا تصلح للأطفال…. لنبدأ سرد القصة

كان يا مكان في قديم الزمان في بلاد بعيدة لم تسمعوا عنها ، عائلة تفرقت قلوبهم عن بعض بسبب مشاغل الدنيا وتوفير احتياجات الحياة .. إلا أن هناك طفلة صغيرة اسمها زهرة .. وكانت جميلة كالزهرة حساسة سريعة الاهتزاز رقيقة بلا أشواك ، تخرج من البيت كل صباح متجهة إلى المدرسة حاملة حقيبتها على ظهرها لم تحلم حينها إلا بالتفوق الدراسي ومشاهدة أفلام الكرتون، فكان قلبها مليئا بحب أسرتها ومعلماتها وصديقاتها، ففطرتها البريئة لم تشوهها الحياة بعد .

بلغت عمر الخامسة عشر ومازالت بريئة إلا إن الفطرة قد كبرت أيضا وأثرت عليها غرائز المراهقة .. فلم تعد أفلام الكرتون تناسبها ، وكثيرا أصبحت تتأخر بالعودة إلى المنزل لأن حديث صديقاتها أصبح أكثر تشويقا ومغامراتهن أصبح لها طعم ثاني يهز مشاعرها، تحب تسمعهم عندما يتكلمون عن طرقهن المختلفة بالاستمناء.

بدأ يسيطر عليها شعور جديد لم يكن مشابهة لصديقاتها فلم تثيرها القصص الغرامية، ولم يلفت نظرها الشباب، إلا إنها بدأت تكره أنوثتها ، وبدأت تحب زميلاتها بطريقه لم تشعرهن بالرضا ولكن تشعرها بالسعادة .

  أصبحت تحب الشعر الزائد في جسمها وتكره أعضاءها الأنثوية، تحب حديث الرجال وتنجذب للسيطرة على أخواتها من البنات وتراقبهن كثيرا، فكرهت أمها وأخواتها وضعفهن ورضوخهن لسيطرة والدها .

واستمرت هي بأحاسيسها تلك وأصبحت أكثر صعوبة عليها مع مرور الوقت وتحديدا عند انتقالها للمرحلة الثانوية ،زارتها زميلة لها حامله معها أحدث مجلات X الشهيرة بصورها المثيرة .. مما جعل كلا من الفتاتين تتصرف بغرائزهما الحيوانية.

أحبا اللعبة .. وتمسكا يبعضها البعض فتطورت الزمالة إلى ما بعد الصداقة إلى قصة حب تكلم عنها جميع طالبات المدرسة حتى سمع أسرتها بالموضوع وانهالوا عليها ضربا وكان عقابها هو عدم إكمال دراستها والمكوث بالمنزل ومنعها من مقابلة أحد.

لم يكن هذا فقط العقاب الذي سيدمرها ولكن تزويجها من ابن خالتها كان العقاب الأكبر لكلاهما ، فهو يحب فتاة أخرى .. وزهرة أصبحت مصطفى ولم تعد صالحة لتعيش كزوجة.

قضى الشهر الأول من الزواج مجرد محادثات بين الطرفين كإخوان أو صديقان فلم تجمعها أي رابطة أخرى تحسن من علاقتهما .. فلم يشعر للحظة بجاذبية نحوها وكان يحبها كإنسانه أو إنسان لا فرق بين الكلمتين .. ولم يحبها كزوجه ، ولا هي أيضا مشاعرها ساعدتها بأن تجذبه فهي أحبت حياتها هكذا.

 

–         لن نستطيع الاستمرار

–         إنني أعلم ذلك

–         ولكني محتاج إلى المصروف الذي يقدمه لي أهلي وبطلاقك ستنتهي حياتي وتتوقف.

–         ولما نتطلق

نظر إليها بدهشة وبعينيه نظرات استفسار فلا هو يريدها ولا هي تريده فكيف تستطيع أن تستمر معه وتسجن نفسها.

–    الحل أن يعيش كل منا بطريقته الخاصة ولا يفرض على الآخر أي قيود ونستمر معا حتى تستطيع أن تتخلى من سيطرة أسرتك المادية عليك.

في قراره نفسه أحب الفكرة لكن دهشته زادت من طريقة تفكيرها .. فإنه على يقين بأنها لم تكن هذه الفكرة وليدة اللحظة إنما هي ما فكرت فيه فعلا من اليوم الذي ارتبطت بالزواج ولكن كيف يسمح لها أن تفعل ما تشاء !!

هو رجل يستطيع أن يمارس حياته بدون قيود إن شاءت أو أبت ، إنما هي لا يمكنها أن تمارس حياتها بنفس حريته، حتى لو كان ثمن ذلك وقف المصروف.

فسكت برهه ثم أجاب قائلاً

–         لا

–         ماذا ؟

–         لن أكون كما تشائين تستغليني لتكوني ما تريدين.

–         فما الحل؟

–         الحل أن تلبسي ملابسك الآن حالا

–         إلى أين سنذهب؟

–         ستعرفين عند خروجنا من المنزل

استعدت للخروج مع زوجها من المنزل وعندما توجهها للسيارة توقفت تردد نفس السؤال :”إلى أين سنذهب ؟”

–         إلى الطب النفسي لتعالجي

–         ومن قال إني مريضه وأريد العلاج

–         أنا

–         ومن أعطاك الحق بتشخيص حالتي؟؟ أنا أشعر بالارتياح بكوني هكذا

فقبل أن تنهي آخر جمله ركضت .. وركضت وهو يلحقها حتى اختفت بالظلام .

فعادت بعد سنتان إلى منزل والدها وهي مصطفى و بابتسامة حقيقية تنبع من القلب، لم يستطع والدها أن يطردها – آسفة يطرده – لأن كانت وصية الأم قبل الموت أن يعتني بابنته وأن يتقبلها كما هي وليس كما يريدها المجتمع.

أخذ مصطفى بحضنه وجلسا معا يتحادثان كلام رجال، بادئاً من مغامراته حتى رجوعه للمنزل، والطريقة التي استطاع أن يغير بها جنسه.

ومثلما تقبل أبو مصطفى ابنه الجديد تم فرض ذلك على المجتمع ليصبح مصطفى ظاهرة نجدها في كل منزل والفرد فيها يمارس حقوقه الكاملة.

وبذلك تنتهي قصتنا توته توته خلصت الحتوته .. وتغير الزمان واختلط الحلال بالحرام فالعقول لم تعد تميز الخطأ من الصواب أما العيون فلم تعد تعرف الجمال الحقيقي … وتم نسيان كلمة اشمئزاز لأن الحياة سهله والعولمة مفيدة فلما نفكر فمن حق أي انسان يعيش بحرية حتى لو كانت ضد الطبيعة.  

 

أنثــــى رومانسية

 

 

حبك علمني البكاء

حبك علمني الخروج من المنزل بلا هدف

حبك علمي أن يتشتت تفكيري

حبك علمني أن أسرح وأتخيل

حبك علمني الوحدة

حبك علمني أن الدنيا توقفت ولن تستمر إلا بنظرة منك

حبك علمني الحب

 

حبيبي وزوجي عندما تبتسم أشعر بأن ملكت كنوز الدنيا وأنك ملك لي وحدي .. مع إنك بهذه الأيام من النادر أن تبتسم ، تظن أن مشاكلك لك وحدك وأنني غير مسؤولة من أتحملها معك .. ألا تدرك يا حبيبي أني خلقت من أجلك .. وأن قلبي كبير ليتحمل جميع همومك.. حبيبي أمد لك ذراعي لتغوص بأحضاني وآخذ همومك وأعطيك الراحه التي تتمناها.

حبيبي الحادث الأخير الذي تعرضت إليه وفقدت فيه بصرك قد جعلك تنزوي وتتخذ لك غرفة نومك محراب تفكر فيه .. ونسيت أن حضني أفضل محراب وأن عيني هي دنياك وبهما سترى العالم الذي فقدته، فعندما تزوجنا اتخذنا عهدا على نفسنا أن نعيش معا بالسراء والضراء، أن نعيش روحا واحده بجسدان .. فلما ترفض روحي الآن ولما تعذبها بإبعادها عن جسدها ، لما تقتل الروح دون أن تواري الجسد.

حبيبي بعدما حل الظلام بعينيك لم يتغير حبي لك ولكن أحببتك أكثر وأكثر.. فأمسكني بيدك شمعه تنير لك حياتك الجديدة، أتذكر صوت ضحكاتنا وحركاتنا الشقية، أتذكر حين كسرت قدمي وأنا أحاول الهروب منك ، ولكنك كنت خير جليس لي ، فكنت تصر أن آكل من يديك وكم مرة ساعدتني على تبديل ملابسي فكنت طفلة مدللة ، واستمرت حياتنا نعتني ببعضنا البعض فأنا لك كالابنة التي لم يرزقك الله إياها، وأنت لي كالابن الذي الذي لم يولد فكل منا يكمل الآخر، فخطواتنا معا نحو المستقبل مليئة بالحب والاستقرار ولم يصبنا اليأس عند مواجهة أي مشكلة حتى مشكلة انجاب الأطفال مع إن الأطباء قالوا إنها مستحيلة إلا إن الأمل الذي في قلوبنا جعلنا نستمر بأحلامنا ونفكر بالطريقة التي سنربي بها أطفالنا.

حبيبي عطاء الحب مستمر فلماذا لا تعطيني فرصة لأثبت لك صدق حبي .. فكنت أنت من تردد دائما أن العمى الحقيقي هو عمى القلب فأنت بالنسبة لي بصير بحبك الذي يأسر كل جزيئاتي وينتشر في عروقي كالسم ويصل بها إلى أعماق أعماقي.

حبيبي لا أريد لعيني البكاء لأن إن سقطت من عيني دمعة واحدة ستغرق العلم بالأمطار وستنشأ بحاراً جديدة، ومن حرارتها ستنفجر براكين، فأنا بحاجة لك أكثر من حاجتك لي ، لأني معك إنسانه لها كيان ووجود وبدونك بلا.. معك إمرأة ومستقبل وبدونك بلا حاضر ولا مستقبل، معك أنثى بمشاعر وبدونك بلا أحاسيس.

 

قالت كلاماتها وهي تقف خلف باب غرفة النوم وختمتها ” أ أرحل ؟!” وقبل أن تخطو خطوتها الأولى سمعت نداءا من وراء الباب بنبرة منكسرة :” لاااا .. أدخلي يا نور عيني”.

 

الأنثى الأم

 

” في فترة الشباب الجميع يكون شغوف على الزواج ويحلم به ويسعى إليه .. وعندما يتزوج يسعى لإكمال سعادته بالإنجاب فيسعى لهذا الهدف أيضاً .. وبعد الإنجاب بسنوات يكره اليوم الذي فكر مجرد التفكير بالزواج”

طرااااااااااخ صوت تحطم الزجاج قطع حبل أفكارها ، فعندما توجهت إلى النافذة لتكتشف سبب هذا الصوت لفت نظرها أبناءها الثلاث وهم يتحادثون ويلعبون فإذا بها تسرح مرة أخرى ولكن إلى المستقبل فتخيلت نفسها وهي تحتفل بتخرج أبناءها من الجامعة .. ومرة تخيلت نفسها عجوزا تجلس بين أحفادها .. إلا إن منظر جارها وهو غاضب ومتوجها إلى أبناءها جعلها تركض متجهة إليهم لتكتشف إن أبناءها كسروا مرآة سيارته بالكرة فقالت له بهدوء إنها ستتكفل بجميع التكاليف ” وحصل خير ” وما إن رحل عنهم الجار حتى شتمتهم ” يا عيال .. إني لم أحسن تربيتكم أنتم لا مباليين ولا تهتمون ولا … ولا ….” وأصبحت تردد كل ما يخطر ببالها من كلمات وهي متوجهة إلى الداخل واستمر أبناءها باللعب وكأن شيئا لم يحدث!!

اتجهت إلى المطبخ وتفكر بتحضير وجبة الغداء المفيدة ” سمعت أن الأم التي لا تطعم أبناءها الفاصوليا فسيعانون من المرض .. فلذلك سأضيف شوربة الفاصوليا إلى طعامنا اليوم ” فبدأت باسم الله وانكبت على الطبخ ” آ .. تذكرت سارة تحب المهلبية سأعد لها طبق لذيذ لن تنساه أبدا ” ، وأخذت تتخيل مدح زوجها لغداء اليوم إلا إن دخلت ابنتها سارة وهي تبكي ويديها مليئة بالدم فزعت وأخذت تسعفها ولم تتركها حتى أطمئنت عليها … وبعد إعداد الطعام جلست بالصالة لترتاح قليلا لأنها متعبة ومرهقة ولا تنام الليل من ابنتها أنوار ذات العام الواحد فأرادت أن تغفو عينها وإذ الخادمة تجلب سارة إليها مسرعة فحرارتها مرتفعة جدا ، فمارست خبرتها  الكافية بأمراض الأطفال وعلاجهم وبما أن الثلاجة مليئة بالأدوية فأعطتها خافض للحرارة ولمتها بين ذراعيها وقبلتها كثيرا وبحرارة كأن تهبها الشفاء عبر هذه القبلات ” يا ليتني أنا المريضة ولا أن أراكي تتعذبين ” .

نامت أنوار .. ودخل أبناءها الثلاثة ورائحتهم كريهة من العرق وملابسهم مليئة بالأتربة فصرخت عليهم وقالت ” كم مرة أردد عليكم بعد اللعب في الشارع يجب عليكم السباحة .. لماذا تتعبوني ؟ لماذا ….” فذهب الاثنان الكبار بصمت إلا إن وليد لم يهتم وجلس يشاهد التلفاز ، فوقفت أمامه تحجب عنه الرؤية إلا إنه لم يهتم وأجاب نظراتها أنا تعب سأسبح بعد الغداء ، سكتت الأم وهي تتألم وتفكر عن الطريقة الأفضل لتربية أبناءها فبدؤوا يكبرون وتصرفاتهم تتغير ولم تعد تستطيع أن تتحكم بهم.

دخل الأب عليهما وما إن رأي وليد يشاهد التلفاز فضحك بوجهه وهو يمازحه بكلمات لا يفهما إلا الأسرة لمواقف مشتركة تجمع بينهم ثم التفت إلى هيفاء طالبا منها أن تجهز سفرة الغداء لأنه جائع.

فنهضت متجهة إلى المطبخ لترى أنوار بيد الخادمة مستيقظة ” ما بها هذه البنت التي لا تنام.. يا رب ساعدني ” أخذتها وأعطتها لابنها وليد ليعتني بها حتى الانتهاء من إعداد السفرة.

وهي بحاله الانهماك بالمطبخ تعالت ضحكات سارة وأنوار وإذا بهما بالحمام تلعبان بماء المرحاض  فأسرعت إليهما وهي تشتمهما وتشتم وليد اللامبالي والغير قادر على تحمل المسؤولية، فأسرعت بغسلهما وتبديل ملابسهما وعندما انتهت وتوجهت إلى سفرة الغداء لتجد العائلة على وشك الانتهاء من الأكل فما إن جلست حتى انفض الجميع من السفرة.

في فترة الظهيرة …..

أخذت تدرس سارة وتراقب دراسة أبناءها الشباب فتذكرت حينها أن البيت بحاجة إلى أشياء تنقصه ويجب أن تذهب للسوق لشرائها وعليها التوجه للسوبر ماركت لشراء بعض الأطعمة الذي سيحتاجها أبناءنا بالمدرسة.

عادت وإذا البيت لا يشبه البيت الذي تركته وقد تناثرت الأوساخ والأوراق والكتب في أرجاءه.. فاستدعت الخادمة للتنظيف ثم أمرتها بتحضير العشاء وإذ بوليد يطلب منها نقود ليدفع للمطعم الذي طلب منه طعام العشاء، فغضبت منه إلا إنها لم تستطع أن تمنع نفسها من الدفع.

بعد العشاء توجه الجميع للنوم إلا أنوار الطفلة قد تأخرت من الخلود للنوم قليلا .. وبعد هذا اليوم المليء بالانجازات استعدت لتجهيز ملابسها لدوام الغد ودخلت للسباحة وتهيأت للنوم فإذا بزوجها يناديها لتتقرب منه ………..

…………………………………

فنهضت مرة أخرى للاغتسال والسباحة وتهيأت مرة أخرى للنوم فسمعت بكاء أنوار فأخذتها في حضنها وقبلتها لتعطيها الحنان والقوة للنوم فنامت مرة أخرى .. ونامت هيفاء.

بالصباح الباكر استيقظت، وأيقظت الجميع مسرعة…. وأكلوا طعام الفطور بسرعة وذهبت للعمل بسرعة .

 وهي بالعمل تفكر بأنوار المريضة فكررت اتصالها على المنزل ليطمئن قلبها.

عادت واجتمعت الأسرة على سفرة الغداء وتذمرات كثيرة أحاطت بها من سوء الطعام فصاحت: ” كفاااااااااااااااااية “،وصعدت إلى غرفتها ..

وبعد ساعة دخل عليها زوجها قائلا:

–         ما بك ؟ ما معنى هذه الثورة!

–          أنا تعبانه .

–          وما الذي أتعبك؟

–          كل شيء.

–          وماذا تريدين ؟

–          أريد أن تحضني

 

 

 

أنثى متمردة

 

في داخلي تمرد ..

على اقدار هذه الأكوان..

على قوانين وتقاليد .. الأقوام ..!

على أغلال .. وقيود الطغيان.!!

تمرد….

على هذا الزمان..

على أفكار الجاهلية..

على تقاليد عمياء..

قدست .. عبدت..

كالأوثان .. كالأصنام..!

………….

فالقانون يمنع تمردي ..

وأنا امرأة ..

تعشق التمرد..والثورة..

امرأة..

تعشق العصيان..!!!!   

* ” مقتبسة من كتاب سأراقص الدموع للشاعرة سلسبيل حسون”

أنا فتاة عاديه كمثيلاتي من الفتيات إلا إنني لم أستطع أن أعيش بنفس الروتين والقيود التي عاشت عليها أخواتي .. أحب أن أجرب حياتي بنفسي .. وأن أختار طريقي بنفسي .. فأنا فقط من تملك الحق بوضع القوانين التي تناسبني.

نشأت من أسرة مكونة من أب رائع وأم حنون وثلاثة أخوات و أخوان اثنان جمعتنا عواطف الأخوة بكل معانيها إلا إننا اختلفنا بأفكارنا.

كان والداي منشغلان بزحمة الحياة و واجباتهم خارج المنزل أكثر من انشغالهم بتربيتنا .. إلا إننا جميعا احترمنا هذا الانشغال وحافظنا على ثقتهم فينا .. ومع ذلك فقد كنت لا أحب طريقة حياتي .. ولم أشعرا يوما بالرضا أن أسير بنفس المنهج الذي تم وضعه قبل عشرون سنة من ميلادي …. فلذلك أعلنت حالة التمرد وبدأت تمردي على نفسي أولا فأصبحت أجرب جميع الأطعمة حتى أصل لطبقي المفضل ، ثم بدأت أبحث عن ميولي الشخصية من قراءات وأشعار وأغاني وأفلام … حتى إنني اكتشفت هواياتي والتي تختلف كثيراً عن ما كنت أمارسه في فراغي مع أخواتي فقد اكتشفت أني أحب الرسم بأقلام الرصاص .

وبعد اكتشافي لذاتي .. تمردت على جميع صداقاتي وأعلنت الحرب والثورة عليهن جميعاُ فلم أكن من اختارهن لأنهن اختاروني وتطابقت مواصفاتهن مع ذوق والدتي، فلذلك كنت أبحث عن صاداقات جديدة ولم يكن من السهل أن أتعرف وأدخل بين مجاميع قد تشكلت من قبل حتى تعرفت على ثلاثة بنات أحلام ، شوق وليلى كن مميزات بالنسبة لي فهن مرحات إلى أقصى حد، جريئات يحبن المغامرات خاصة مع الجنس الخشن فلكل وحده منهن قصة حب مع شباب ، نعم ليس شاب مجموعة من الشباب .. تشعر كل وحده بالانتصار لأنها استطاعت أن تمتلك قلوباً فهذا يشعرها بالرضا عن نفسها ويزيد ثقتها بجمالها وأنوثتها.

أحببت حياتهن لفترة معينة وانجرفت بحياتهن وتعلمت منهن الكثير وأصبحت أجندتي مليئة بأرقام شباب ، وكانت أذناي مليئة بكلمات الغزل والإطراء وغرفتي امتلئت بالهدايا التي تهدى لي بمناسبة أو بغير مناسبة ومع ذلك لم أشعر بلذة الكلمات تلك ولم أفرح كثيراً لما قيل لي ، حتى الهدايا لم تعجبني أبدا مع إنها غالية الثمن… ومن أصعب الأحاسيس التي هزتني واشعرتني بأني إنسانه حقيرة هي كثرة أكاذيبي على أمي ، وخيانتي للثقة التي وهبتني إياها.

فلذلك أعلنت التمرد مرة أخرى فلم أريد أبدا هذه الحياة وشعرت من داخلي إنها أبدا لم تصمم لي فأنا أنثى أرقى بكثير بأن أكون سلعة رخيصة تشبع غرور بني آدم.

فلم يدم تمردي كثيراً حتى إكتشفت إن علي أن أكون مع الجماعات الاسلامية المتدينه لأنها أكثر مجموعة تفهمني وتستطيع إشباع حاجتي من ناحية الصداقة المخلصة.. فأنتميت لإحداها وتعلمت الفقة والتفسير والعقائد وحفظت أحاديث وآيات كثيرة من القرآن .. والتزمت كثيرا بصلاتي وأصبحت أتردد كثيرا على المساجد والدروس الدينية حتى خاطبتني إحداهن : ” أنت بنت مميزة ولذلك أود أن تقبلي عرضي بزواجك من أخي فهو إنسان ملتزم ومثقف وحاصل على بكالريوس هندسه” .. انبهرت من العرض ليس لصغر سني بل بالعكس لأن كلماته تلك أزاحت عني غطاء كنت قد اعتدت عليه.

الحرية … نعم الحرية وقد نسيت إن السنين تركض بي وأصبحت أبلغ من عمري الرابع والعشرون ولم أحدد ما هدفي من المستقبل وما أريده من هذه الحياة؟؟

فلذلك انعكفت فترة بالمنزل أقيس سعادتي وأقيم حياتي وأسأل نفسي أسئلة كثيرة فهل هذا فعلا ما أريد؟… هل أريد أن أتزوج بهذه الطريق؟.. هل هذه الصداقات تعجبني!!” وفعلا اكتشفت أني لازلت مسيرة وتأقلمي مع التيارات الاسلامية لم يكن إلا بسبب تأنيب الضمير لما فعلت مع صديقات السوء..

أطلقت صرخة قوية بداخلي مناديا ليس هذا ما أريد.. فما أريده فعلاً أن أكون أنا.. ولكن أنا ماذا تريد؟؟

وبعد انقطاع طويل عن المسجد وعن الصلاة أيضاً ، استغفرت ربي وطلبت منه أن يسامحني على تقصيري وخرجت مرة أخرى للشارع لأبدء حياتي من جديد، وأتعرف على صداقات جدد ، فالوقت يسير بي سريعا ولم أحقق أو أنجز شيئا ، فأصبحت أتقرب أكثر لزميلاتي بالوظيفة وأكتشفت أن هناك موظفة تدعى هند ذات شخصية مميزة إنسانه عادية ومتواضعة ، حلوة الحديث جذبتني إليها بسرعه وأحببتها كثيرا وأصبحنا نتكلم ونتاقش بجميع الأمور، فكانت أفكارنا واحده ومشتركة وكنا نضحك كثيرا من قلوبنا ، وتعرضنا معا لمواقف ومشاكل صعبة بالوظيفة وبالخارج بينت معدن كل واحده منا للأخرى فلذلك أصبحت صداقتنا قوية… واخيرا هي من اخترت لتكون مستودع أسراري ، والملجأ لشكواي .

فبعد هذه السنين من العمر استقرت حياتي  وعرفت ما أريد فلم يكن ينقصني شيء .. مع ذلك هناك فراغ بداخلي واحساس بالوحدة كان يخيفني .

في يوم من الأيام وأن أبحث بالانترنت شدني فضولي لأستكشف مواقع الدردشة بالانترنت فدخلت إلا أحد المواقع المعروفة بإسم مستعار قطر الندى ودردشت مع الجمييييييع وأحسست حينها بتفاهة الوضع لأن كل الذين تحدثت معهم لم يتجاوز أعمارهم الثامن عشر حتى دخل على الموقع شاب حادثني:

                   فرعون: السلام عليكم

                   قطر الندى: وعليكم السلام

                   فرعون: ممكن نتعرف؟؟

                   قطر الندى : أنا موجوده بالموقع لأني أريد التعارف

                   فرعون : شيء جميل .. هذا يعني أني سأكون أحد أصدقائك

                   قطر الندى :يعتمد على مفهومك للصداقة؟

                   فرعون :الصداقة بالنسبة لي أن يكون بجانبي إنسان ألجأ إليه عند الحاجة.. أستشيره بأموري الخاصة .. أستأمنه على أسراري.

                   قطر الندى : وهل تثق أنك ستجد هذه النوعية من الصداقه في مكان مثل هذا.

                   فرعون :في أي مكان نبحث حتى نجد الانسان المناسب

                   قطر الندى :أيعني ذلك إنك تفتقر إلى الصداقات !

                   فرعون :لا أبدا … عندي صداقات كثيرة ولكن أفتقر إلى صديقه

                   قطر الندى :كم عمرك؟

                   فرعون : ثلاثون عاما.

                   قطر الندى :ثلاثون عاما!!!! ومازلت تبحث عن صديقة عن طريق الانترنت؟

                   فرعون : نعم

                   قطر الندى :؟؟؟؟؟

                   فرعون :لأني لست جريئا ولا أستطيع أن أتكلم مع الإناث بحياتي العامة

 

 

تكلمنا طويلا … طويلا جدا ولم ننتبه للوقت حتى سمعنا صوت أذان الفجر.. ومع ذلك لم أشعر بالنعاس لأن الحديث معه كان ممتع جدا ومفيد في نفس الوقت .. أسلوبه راقي جدا جذبني إليه وأخذني معه إلى عالم الأحلام .. استمريت بمحادثته وذهبت لوظيفتي صباحا وأنا منهكة القوى فلم أستطع الاستمرار ولذلك رجعت لمنزلي ورميت جسمي على السرير ونمت نوما طويلاً وحلمت أحلاما كثيرة جمعتني مع الفرعون المجهول وعندما استيقضت ولم أجده بجانبي شعرت بالخوف وتأكدت إنه الشخص الوحيد الذي أريد .. اكتشفت إنه الشخص الوحيد الذي أحيا عندي عواطف قد ماتت منذ فترة .. وخوفي بدء يزداد أن يكون قلبي فريسة لذئب يلهث ، فقررت أن لا أدخل موقع الدردشة مرة أخرى …..ولكني لك أستطع مقاومة رغبتي بالتحدث إليه.

                   فرعون : لما هذا التأخير حبيبتي

                   قطر الندى : حبيبتك؟

                   فرعون:نعم

                   قطر الندى:بهذه السرعة؟

                   فرعون: وأسرع ، أتعلمين أني لم أستطع التوقف من التفكير بك .. ولأول مرة يسيطر علي هذا الاحساس، تكلمت مع كثيرات غيرك لكن كلامك  أغرقني في بحر حبك .. لا أدري ما الذي جعلني أشعر بالحب والشوق لك حتى أني رسمت صورة تجمعنا مع بعض.

                   قطر الندى: وكيف رسمتني وأنت لم تراني ؟

                   فرعون: رسمتك بلا ملامح ولكن الهدف من الرسم أن أجتمع بك

                   قطر الندى: كل ما تشعر به وهم

                   فرعون:إن كان أحاسيسي وهم بالنسبة لك .. ولكني أشعر بصدقها وأتمنى أن أثبتها لك مع الأيام.

                   قطر الندى: الأيام!! أتظن أن هناك أيام ستجمعنا معا

                   فرعون: أظن أن هناك أيام لن تفرقنا عن بعض

                   قطر الندى: لا تثق بأحاسيسك فليس كل ما تشعر به حقيقة

                   فرعون: أنا أثق بحبي

                   قطر الندى: وما فائدة الحب

                   فرعون:الزواج

                   قطر الندى: هههههههه بهذه السرعة

                   فرعون: لأني لن أطلب أن أقابلك بالخارج … أو أن ترسلي صورتك، فأنا سآتي لزيارتكم لأخطبك لي.

ولا أعرف كيف وثقت بكلاماته وصدقته وأحسست أن كل كلمة قالها تنبع من أعماق قلبه ، فأعطيته رقم والدتي كي تتصل أمه فيها وتحدد موعد لزيارة.. ومن هذا اليوم قررت أن لا أدخل لموقع الدردشة، فإن كان صادقا معي سيفي بوعده وإن لم يكن فلا يستحق أن أشغل تفكيري فيه.

مرت أيام كثيرة ، ولم تخبرني والدتي بشيء ، فأدركت حينها نظرية الدردشة وأحاسيس الانترنت كلها أكاذيب وأوهام ولم يكن من الجدير أن أضيع وقتي فيها .. فلذلك وافقت على الزواج من ابن خالي وقبل الزواج بيومان قررت أن أخبر فرعون بأنني لم أنهار ببعده وأنني أقوى من أسجن في القصور الوهمية التي بناها لي وأن مخالبه لم تنهش قلبي .. إلا إنه هو من فقد كرامته بأسلوبه الرخيص.

                   فرعون: قطر الندى حبيبتي … تعذبت تعذبت وأنا أنتظرك

                   قطر الندى:؟؟؟؟؟؟

                   فرعون: لما تخونيني وأعطيتني أمل بحياة سعيدة تجمعنا معا؟؟

                   قطر الندى:أنا

                   فرعون:نعم لما لم تخبريني بأنك مخطوبة لإبن خالك

                   قطر الندى: أنا لم أخطب لإن خالي إلا قبل أيام

                   فرعون: ماذا ؟؟

                   قطر الندى : اتصل على والدتي غدا وأخطبني ثانيةً إنن كنت حقا تريدني.

                   فرعون : ما القصه ؟؟ سأتصل بلا شك

عرفت اللعبة .. أدركت إن أمي الحبيبة رفضت حبيبي لتزوجني الشخص الذي هي تريده ،ولكن أنا لم أشقى بهذه الحياة وأثور على جميع المبادئ التي عشت عليها لتكون هذه نهايتي .. فلذلك رجعت إلى سلاحي القديم وبدأت مشواري بالتمرد فاتصلت على ابن خالي وقلت له إنني لا أريده ثم توجهت إلى أمي دون تفكير وواجهتها بكلمات لم أعي معناها وأرغمتها أن ترضى بمن سيتصل بها غدا لخطبتي.

فتزوجنا…

وأنا اليوم أم لثلاث أبناء قمت بتربيتهم على مبدأ التمرد….

 

 

أنثــى نكرة

أخاف ..

نعم أخاف .. فقد سيطر الخوف على جميع أحاسيسي وكرهت هذه الدنيا المليئة بالتناقضات، وأيقنت صحة هذه الآية ” وخلقنا الإنسان في كبد ” كل شيء حولي متعب، وكل شيء أريده ممنوع وحرام ..

فلما وجدت بهذه الحياة؟

ولما خلق الشيطان لكي يغوينا ؟

ولما وجد الخمر ولا نستطع تذوقه ؟

ولما وجدت الشهوة بداخلي ولا أستطيع الاستمتاع بها ؟

ولما الموت؟

ولما….. ولما …… ولما؟

أخاف من الفراق فقدت والدي بحادث سيارة وأدركت حينها أن كل شيءِ من حولي له نهاية ، والفناء هو الطريق المحتوم للجميع .. فكرهت أن أتمسكت بالأشياء حولي وكرهت الحب والصداقات وأحببت الوحده .

وازداد خوفي عندما غزا بدنها الحنون الأورام السرطانية وأخذت تميتها يوميا فآلام المرض قد قد نهشت عظامها وقلبها وأصبحت جسم بلا حياة .. ومن الصعب جدا أن ترى الشخص القوي في حياتك ينهار .. فهل تصدق انهيار الجبال!!

ففقدت أمي …

وبفقدانها فقدت الأمل وعرفت معنى البؤس..

فقدت البسمة وعرفت معنى الشقاء..

وأصبحت الوحدة من أساسيات حياتي ..

حتى أثناء دراستي الجامعية كنت أجلس بإحدى الزوايا أتأمل الطالبات والطلبة وكل شيء حولي أتعجب من ضحكاتهم وشقاوتهم وتفاؤلهم .. وكنت أراقب من بعيد شابا وسيما إلى حد لا يوصف يلبس نظارة شمسية كبيره تخفي جزء كبير من ملامحه إلا شفتاه، حاملا سيجارة بيده .. فكلما يقربها لفاه لأشعر بالغيرة منها وأتمنى أن أكون البديل عنها وأن يتلذذ بي بدلا منها ، فصدقوني لا أستطع أن أصف مدى الإغراء  الذي أشعر به عندما أراهما خاصة عندما تحول الشفاة السيجارة إلى رماد، كأنني الرماد الذي لاحاجة له بي..  إلا إنني أنا من أحتاجه على الأقل أحتاج لمس تلك الشفاة… ويطول بي التأمل حتي يغيب عن ناظري.. وكثيرا ما أشعر بالخجل من نفسي والخوف من أن يشاهدني أحد وأنا أراقبه أو حتى يشعر بأحساسي الذي لا أعرف له معنى.

وأستمرت حياتي على هذه الوتيرة .. وأن أعيش مجهولة حتى من نفسي والخوف غزا عقلي وقلبي وسيطر كلياً على أحاسيسي بأسلحة حاولت جاهدةً من نزعها وابادتها إلا أني لم أنجح .. وعشت حياتي السلبية.

تخرجت من الجامعة ولم أكن أسعى لوظيفة معينه لأني لم أستطعم الحياة التي أعيشها فكل يوم أنام لا أضمن استيقاظي  .. وكل يوم أنام أخاف أن أفقد شخص أعرفه .. فكنت أخاف حتى من النوم لكثر الكوابيس التي أراها…. فكلمة الزوال كانت مرادفه لكل تصرفاتي.

توظفت بأحدى الدوائر الحكومية وتزوجت زواجا تقليديا لأن يجب علي الزواج ولا أدري ما السبب ؟! فحياتي سيرتني كما تريد ولم أحاول أبدا تغييرها.. ولم أفكر أبدا بالمستقبل لأني أخافه .. أخافه فعلاُ.

ولا أخفي عليكم أنني لم أستطع أن أحب زوجي أبدا ولم أكرهه، ولم أشعر معه بالطمأنينه ولا الحميمية التي تجمع قلوب الأزواج ولكني اعتدت عليه ، اعتدت وجوده معي نشرب القهوة معا نتحادث ، وأكثر من ذلك كان المصدر الوحيد لإشباع شهواتي، وهو لم يعتبرني أكثر من زوجة فقد كان يعاملني بكل احترام لكن دون حب.. مع إنني أشعر بوجود طفلة بداخلي فاقدة لذراعان تضمها ، ويدا تمسح عليها.. وصدراً تنام عليه.. ولكن مسكينة هذه الطفلة لم تشعر بهذا الهدوء حتى بين أحضانه لأننا كنا نعيش بغربة زوجية.

بسنوات زواجي الأولى منعت نفسي من الحمل حتى لا أنجب أشخاصاً للشقاء ولكن القدر شاء غير ذلك حتى  رزقت ثلاثة أبناء أحببتهم كثيرا لدرجة إن لم يبقى بيني وبين الجنون إلا خطوات .

أيام هادئة ….

أيام مشمسة ….

أيام عاصفة ….

أيام ممطرة ….

مررت بجميع الطقوس …. وكانت أيامي لم تسير على حال واحدة .. وأصبحت أتمسك بالحياة أكثر من السابق وأخاف من المستقبل أكثر من السابق .. وأحب أطفالي أكثر من السابق.. وأعتاد على عشرة زوجي أكثر من السابق حتى تساقط كأوراق الخريف وتقدم به العمر وأصبح كومة من العظام بسبب المرض ، ورقد بالمستشفى .. داومت على زيارته يوميا ، وأهملت حياتي الأخرى من أجله وعشت في عالم آخر نسيت فيه أبنائي وتمسكت بواجبي نحوه فإحتضاره دام ستة شهور طويلا ومؤلما.

–         أنت إمرأة رائعة

–         أنا في نظرك رائعة .. لكن هذا واجبي وأبسط شيء أقدمه لك..

–         أستطيع أن أتحمل آلام المرض ولكني لا أستطيع تحمل شقائك.

–    لم أشقى معك أبدا فقربك جنة وبعدك ألم .. يا ليتني أستطيع أن أخذ مرضك، ولترجع لي ولإبنائك، فقد اشتقنا لابتسامتك وحديثك.

–         أتعلمين لقد اشتقت لتلك اللحظات .. واشتهيت أكلت الدجاج التي تعدينها بنفسك

–         اطمئن ستعود إلى المنزل وسنعيش معا وسترجع تلك الأيام ثانية .

قلت الجملة الأخيرة وأنا غير مقتنعة بها ، لكن هذا ما يجب علي قوله … وعند عودتي للمنزل قررت إعداد طبق الدجاج الذي يحبه حتى عندما يغادر الدنيا لن يكون قد اشتهى شيئا لم يحصل عليه.

جاء اليوم الثاني .. أعددت الطبق وأخذته معي إلى المستشفي وأنا أسير متوجهة للغرفة سمعت اسما لمريض يرقد بالغرفة المجاورة لغرفة زوجي بدا مؤلوفاً لدي وشدني لأدخل الغرفة لأراه .. ففتحت الباب وإذ أرى رجل يرقد على السرير بوجهه علامات الشيخوخة ظاهرة إلا إن شفتاه مازالت برونقها المعتاد ، خطوت خطوات بطيئة وهادئة لمست فيها وجهه وشفاه واسترجعت ذكريات الجامعة والسيجارة، جلست بجانبه فترة لم يشعر فيها بوجودي إلا إني أحببت أن أكون بجواره.. وفجأة تذكرت زوجي المريض وتلاشت جميع ذكرياتي وأخذ قلبي يخفق فركضت لغرفته ولكني لم أجده فسألت عنه الطبيب فقال إن روحه صعدت للباري عز وجل قبل عشرة دقائق .. ” عشت مع الماضي ونسيت حاضري ومستقبلي … قضيت الدقائق التي كان يحتاجني بها زوجي مع شخص مازلت مجهولة بالنسبة “.. إلا إنني تمساكت حتى أعود إلى أبنائي وأنا أسير خارجة مر بجانبي سرير لجثة مريض وكان لصاحب الشفاه.

في هذه اللحظة تبلبلت أفكاري وانهرت ولم أعد المرأة الحديدية التي أعتدت عليها فاليوم ففي هذا اليوم فقدت الماضي والحاضر.. فعلي أن أركض سريعا لأحمي نفسي من فقد المستقبل فتوجهت أنادي أبنائي وألمهم بأحضاني.

ومن هذا اليوم تغيرت حياتنا بالمنزل فتحولت سماؤنا الزرقاء إلى غيوم وفقدنا بريق النجوم وانسدل ستار السواد الذي صنعته بيدي وزاد خوفي على أبنائي المراهقين وصرت أراقبهم وألحقهم وأتابع خطواتهم حتى حاصروني وشكلوا حلفا ضدي يطالبون بحريتهم وحياة هادئة تزهر فيها الورود وتفوح فيها رائحة الربيع وضحكات الأطفال.

ولكني لم أستطع ..

حتى يومي هذا وأنا جده لعشرة أحفاد مازلت أتمسك بهذه الحياة وأحب أن أتملكها لي ولأبنائي وأحفادي .

 

 

الأنثى الشاعرة

 

 

كلمات كثيرة بداخلي لا أستطيع البوح بها

كلمات كثيرة بداخلي أخجل من أن أفكر بها

كلمات كثيرة بداخلي من أجلك أنت فقط أريد أن أقولها

كلمات كثيرة بداخلي تتصارع في عقلي ولا أستطيع تجميعها

فكيف أكتب؟

وماذا أكتب؟

وأي الحروف أستخدم؟

لأسرد لكم قصتي معه

* * * *

فقد تصفحت دواوين الشعراء

بحثت بالمعاجم من الألف إلى الياء

فلازلت أحمل قلب البنت العذراء

الملهوفة لكلمات الغزل والإطراء

وخاصة التي تهمسها بأذني كل المساء

وأنت تلاعب خصلات شعري السوداء

لأشعر بأنني سيدة النساء

وأنت أمير الأمراء

* * * *

تصفحت دفتر مذكراتي

لأجدد ذكرياتي

ففي سفرك تحطمت أمنياتي

وتلاشى الدفء وسيطر علي أشتياقي

وفقدت شمسي وقمري ونور حياتي

 

 

 

 

 

أنثــــى

 

أنثى أنا ..

طفلة دلوعة .. مزعجة

مراهقة رومانسية .. جريئة .. مغامرة

شابه مرحه .. لا تحب من يسيطر عليها

زوجة وأم حنونة.. عصبية … صارمة .. خائفة

 

أنثى أنا ..

إن كنت محترمة إن لم أكن …

إن كنت أنثى أو شاذة…

آنسة .. مدام أو عانس..

 

بكل التصنيفات وبكل عيوبي وحسناتي أحب أن أكون ريحانة في مجتمعي، من الناحية الشرعية أنا مطمئنة لأن ديني الإسلامي ساوى بيني وبين الرجل ولم يفرقنا إلا بالتقوى بقوله ” يا أيها الذين الناس إنــا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبــاً وقبائل لتعارفــوا إن أكرمكم عند الله أتقاكـــــم “ .

فتلك المساواة أعطتني الكرامــة التي تفتقدنها نساء العالم الغير إسلامي وتلك المساواة منحتني الثقة بالنفس والـــقدرة على اتخاذ القرار وحرية الاختيار مما جعلتني أفكر بعمق وأعرف ما اسعي إليه ، فتلك النعم التي أنعم الله تعالى بها علي لم تنسيني أنوثتي  كامرأة أعشق الجمال و أحب الدلال والدلع وأتمنى أن أكون أميرة أدير شؤون منزلي وأهتم لعائلتي وأنظم حياة من حولي وأخطط للمستقـبل وأسعى له بكل جهودي فـوظيفتي بالحياة هو تكريس حياتي لمن خلقتُ لهم وخُلقـوا مني ولم يكن واجبي أبدا التعب والإرهاق النفسي والجسدي بالأمور السياسية والاقتصادية والحروب ..و .. و ..

أغلب دساتير العالم منحتني حقوقي بالمجتمع ومنها الحق السياسي ولكن لم تمنحني حق الاحترام والتقدير نفسي لذاتي والآخرين لي، فهو ما أحتاجه وما أسعى إليه وهو حقي الرئيسي للاستمرار بهذه الحياة .

كل دساتير العالم منحتني حق العمل ولكن لم تمنحني حق الراحة والاستقرار الفكري والاطمئنان النفسي، فما أحتاجه هو الاستقرار والنوم والهدوء لأرتاح بسنين عمري الباقية بالحياة.

 

أليس من حقي أن أعيش ريحانــــــة!!!!

يا أيها الرجل يا من أحتاج إليه لمساندتي .. وأحتاج إليه لأفكر معه وبعقله.. وأتصرف بقلبي .

يا أيها الرجل أخذني بأحضانك وضمني بكل قوتك أشعرني بالحب والرضا فدموعي عندما تنهمر وأنا بين يديك هي راحتي، فمنك أستمد قوتي وبك أسعد ومعك أصبر.

ولا تنسى مع كل القوة التي أملكها فأنت الوحيد الذي تروضني!!!

لا أريد الألماس لأنني أراه بعينيك .

ولا أريد الذهب لأن أراه في ابتسامتك .

ولا أريد المال والجاه لأنك أنت ثروتي.

إنما أريد حبا واحتراما يشبعني طول العمر، لأنهما السلاحان الوحيدان الذي بهما تستطيع أن تشكلني لأصبح إنسانه أفضل.

 

أليس من حقي أن أعيش ريحانــــــة!!!! 

 

 

أنثــــى

 

أنثى أنا ..

طفلة دلوعة .. مزعجة

مراهقة رومانسية .. جريئة .. مغامرة

شابه مرحه .. لا تحب من يسيطر عليها

زوجة وأم حنونة.. عصبية … صارمة .. خائفة

 

أنثى أنا ..

إن كنت محترمة إن لم أكن …

إن كنت أنثى أو شاذة…

آنسة .. مدام أو عانس..

 

بكل التصنيفات وبكل عيوبي وحسناتي أحب أن أكون ريحانة في مجتمعي، من الناحية الشرعية أنا مطمئنة لأن ديني الإسلامي ساوى بيني وبين الرجل ولم يفرقنا إلا بالتقوى بقوله ” يا أيها الذين الناس إنــا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبــاً وقبائل لتعارفــوا إن أكرمكم عند الله أتقاكـــــم “ .

فتلك المساواة أعطتني الكرامــة التي تفتقدنها نساء العالم الغير إسلامي وتلك المساواة منحتني الثقة بالنفس والـــقدرة على اتخاذ القرار وحرية الاختيار مما جعلتني أفكر بعمق وأعرف ما اسعي إليه ، فتلك النعم التي أنعم الله تعالى بها علي لم تنسيني أنوثتي  كامرأة أعشق الجمال و أحب الدلال والدلع وأتمنى أن أكون أميرة أدير شؤون منزلي وأهتم لعائلتي وأنظم حياة من حولي وأخطط للمستقـبل وأسعى له بكل جهودي فـوظيفتي بالحياة هو تكريس حياتي لمن خلقتُ لهم وخُلقـوا مني ولم يكن واجبي أبدا التعب والإرهاق النفسي والجسدي بالأمور السياسية والاقتصادية والحروب ..و .. و ..

أغلب دساتير العالم منحتني حقوقي بالمجتمع ومنها الحق السياسي ولكن لم تمنحني حق الاحترام والتقدير نفسي لذاتي والآخرين لي، فهو ما أحتاجه وما أسعى إليه وهو حقي الرئيسي للاستمرار بهذه الحياة .

كل دساتير العالم منحتني حق العمل ولكن لم تمنحني حق الراحة والاستقرار الفكري والاطمئنان النفسي، فما أحتاجه هو الاستقرار والنوم والهدوء لأرتاح بسنين عمري الباقية بالحياة.

 

أليس من حقي أن أعيش ريحانــــــة!!!!

يا أيها الرجل يا من أحتاج إليه لمساندتي .. وأحتاج إليه لأفكر معه وبعقله.. وأتصرف بقلبي .

يا أيها الرجل أخذني بأحضانك وضمني بكل قوتك أشعرني بالحب والرضا فدموعي عندما تنهمر وأنا بين يديك هي راحتي، فمنك أستمد قوتي وبك أسعد ومعك أصبر.

ولا تنسى مع كل القوة التي أملكها فأنت الوحيد الذي تروضني!!!

لا أريد الألماس لأنني أراه بعينيك .

ولا أريد الذهب لأن أراه في ابتسامتك .

ولا أريد المال والجاه لأنك أنت ثروتي.

إنما أريد حبا واحتراما يشبعني طول العمر، لأنهما السلاحان الوحيدان الذي بهما تستطيع أن تشكلني لأصبح إنسانه أفضل.

 

أليس من حقي أن أعيش ريحانــــــة!!!!

 

 

هنادي عباس كرم

hanadi.a.k@hotmail.com

نشر في جريدة الراي

وراء كل مثل شعبي حكاية

:

 ان وراء كل مثل شعبي تكاد تنسى ،الا ان العبرة منها تتماشى مع حياة الأجيال فنستفيد من خبرات اجدادنا الماضية، والأمثال ما هي الا نتيجة لتجربه افراد من مجموع شعب فلذلك نجد بعضها يعكس صفة المزاجية وبعيدا عن الموضوعية مما يجعل له تأثيرا غير محبب على عقول البعض . الا اننا في زمن الإنفتاح وانتشار الثقافات وزيادة اعداد المتعلمين والمتطلعين بجوانب الحياة الإجتماعية والعلمية والدينية ، والذين يقومون بتصحيح بعض مورثاتنا الفكرية ، صحيح ان (اللي ماله اول ماله تالي ) فنحن نستفيد من الأول ليكون التالي ناجحا ، وذلك لا يمنع من التعديل ورفض الأفكار البعيدة عن مبادئ ديننا الحنيف او طبيعة حياتنا. ان الزمن الذي كان ينظر فيه للمرأةعلى انها جاهلة وعليها ((التكمكم))وليس لها دور خارج منزلها ، لا تستطيع النساء في الوقت الحاضر الإقتناع به، وانا واحدة منهن لأننا نعي تماما بأن الدين الإسلامي اعطانا حقوقنا كاملة، وساوى بين الرجل والمرأة طبقا لشروط وضوابط شرعية ، فقد قال (صلى الله عليه واله وسلم ) ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ))، فأمير الذي على الناس راع عليهم وهو مسؤول عنهم ، والرجل راع على اهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على البيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، الا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ))، وعلينا التنبه الى ان المجتمع الكويتي في الماضي مجتمع ذكوري والإعتماد الأكبر على الرجل ، فليست كل الأمثال الخاصه بهذا المجال تصلح كمسلمات لعصرنا الحالي ، مثلا المثل الذي يصف الشخص الجبان بأنه (( اردى من امه ))علما بأن الأم هي القوة الحقيقية ويجب الا توصف بالردى او الجبن ، والمقولة الأخرى التي تقلل من قيمة المرأة هي ((اخذ المرأة بعباتها)) او ((او لو هي ذبيحة ما عشتك)) احب ان ارد عليها بمثل من تراثنا ((اللي مايعرفك ما يثمنك )) فعلى المرأة التعبير عن ذاتها ووضع شروطها وسماع رأيها إعطائها قيمة حتى لا يقال عليها ((لو كان فيها خير ما رماها الطير ))فدعوة الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (( واستوصوا بالنساء خيرا )) واضحه وبينه .ان التكلم عن النساء بين مفاهيم الماضي ومفاهيم الحاضر يحتاج الى صفحات وصفحات لا يعني ذلك ان تراثنا قد ظلم المرأة ،لكنها في ذلك الزمان كانت تعيش في حياة جافة وقاسية وفكر صحراوي وهذا ما كان صالحا في ذلك الوقت . وإذا اعتبرنا ان الأمثال مرآة لخبرة طويلة فهي سلاح ذو حدين أيضا وعلينا اختيار ما يناسبنا في المكان والوقت المناسب فمثلا (( مد رجولك على قد لحافك )) دعوة للقناعة لكن استخدامها في وقت غير مناسب يعتبر دعوة لعدم الإجتهاد ولا المباثرة ولا سعي والقول ((لو جريت جر الوحش غير رزقك ما توحش )) فيه نوع من الإحباطات التي تقيد الإنسان كالمثل المتكرر دائما (( اقضب مجنونك الذي بيده اعقل المجانين )). واخيرا ((حشر مع الناس عيد )) من الأمثال المناقضة لديننا الإسلامي إلا إنها شائعه والكثير من يعمل بها فقد قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) ” ليس سواء من ذهب الناس “. ونحن أتوقع متميزون كشعب وليس كمثل ” سواء ” فلنختار خطواتنا المستقبليه بتمعن ولنفقه لما نقول بتحذر.

 

هنادي عباس كرم

hanadi.a.k@hotmail.com

 

ما نشر في جريدة الدار

مشاكلنا…؟؟

استمتعت وأنا أشاهد مقابلة تلفزيونية مع دكتورة استشارات نفسيه وهي كانت تنشر روح التفاؤل مع كل إجابة من إجاباتها، فعند طرح عليها سؤال عن مشكله معينه فقد كانت تجيب المذيع ” أنا أتعجب عندما تسأل عن هذا الموضوع كأنها ظاهرة نعاني منها، ما ذكرته مجرد مشكله في عدد من المنازل …. ” ثم تبدأ وتحلل الموضوع بطريقــة إيجابيه يكاد المشاهــد  يشعر بوجود مشكلة أو خلل .

ومن هذه المقابله أخذت أفكر هل حقا نعاني من مشاكل ؟؟؟

وماهي حقا مشاكلنا ؟؟؟؟

الجميع يشتكي من الأزمات المالية والقروض التي أضعفت كاهله، مما ذكرني بحوار بيني وبين أحد الأخوات العربيات ونحن نناقش الوضع في الكويت حيث ذكرت لها أن نحن الكويتيين بالغالب نعاني من مشاكل مادية لكن الصوره العامة عن الشعب إنه مترف ومليونير، فسألتني : هل تملكين سيارة ؟

أجبت : نعم  

قالت : هل تأكلين اللحم والدجاج والسمك ؟

أجبت : نعم ..

سألت : هل يذهب أبناءك للمدارس ؟

أجبت : نعم ..

قالت : هل تنامين على سرير ؟

أجبت نعم ..

نظرت إلي وقالت : لا تعانون من شي ، فأنتم مترفون

صحيح لو قارنا حالنا بمن حولنا فيجب علينا ان نصلي شكرا لله يوميا ……

وإن كانت مشكالنا اجتماعية أو سياسية أو ثقافيه فلا نستطيع لوم أي شخص على ذلك فكل ما نعاني منه نحن بسبب قراراتنا وأفكارنا وطريقة تعايشنا في هذه الحياة علما بأن إن تلك القرارات لا تعني بأنه يجب الاستمرار بالبكاء وأن تتوقف طموحاتنا ولا نعمل ولا نسعي ، إما يجب أن تكسبنا قوة ودافع للإجتهاد والاستفادة من الخبرات السابقــة للنجاح في المستقبل فهناك من قال إن جميع العظماء عانوا بالسابق.

إن رؤيتنا للحياة هي التي تعكس لنا أحساسنا بطعم الحياة ، فإن قلصنا المشكله ستكون هينه على القلب ويسهل التعايش معها .

فهل مازلنا نعاني من المشاكل ؟؟

نعم ….

لدينا مشكله حقيقية ….

البعد عن رب العالمين والفراغ الديني الذي أنسانا سبب وجودنا بالحياة وانشغلنا بالحياة نفسها، وتلك الفجوة جعلتنا نسير في هذه الحياة لا نشعر بلذتها وانشغل تفكيرنا بمشاكل الحياة وروتينها …

واليوم شهر رمضان ينشر في الجو نسيم من الروحانيات وقوة إيمانيه تجعلنا نحتقر هذه الدنيا ونكتشف إن لا مشاكل لدينا مادمنا قريبون من الله تعالى أرحم الراحمين ولتكن حسرتنا على أنفسنا يوم نطرد من رحمته وما أصعب اللحظه التي ذكرها الإمام على سلام الله عليه في دعاء كميل المشهور : ” يا اِلهي وَ رَبّي وَ سَيِّدِي وَ مَوْلايَ لأيِّ الاُْمُورِ اِلَيْكَ اَشْكُو ، وَ لِما مِنْها أضِجُّ وَ اَبْكي ، لأليمِ الْعَذابِ وَ شِدَّتِهِ ، أمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَ مُدَّتِهِ ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَني لِلْعُقُوباتِ مَعَ أعْدائِكَ ، وَ جَمَعْتَ بَيْني وَ بَيْنَ أهْلِ بَلائِكَ، وَ فَرَّقْتَ بَيْني وَ بَيْنَ أحِبّائِكَ وَ أوْليائِكَ ، فَهَبْني يا إلهي وَ سَيِّدِي وَ مَوْلايَ وَ رَبّي صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ ، فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ ، وَ هَبْني صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ ، فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إلى كَرامَتِكَ …. ” .

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com 

 

  

  

أكره …!!

 

 

أكره المذيع الذي يسيء إلى الأنثى بالمواضيع التي يتحدث بها عبر شاشه التلفاز، معتبرا نفسه الناصح المثالي،فيسترسل بنقد طريقه لبس البنت و أسلوب كلامها وتصرفاتها الأخرى ، معتمداً على نظرته الضيقه لها و الزاويه التي يراقبها بها .

 

أكره الصحفي الذي يستخدم قلمه ليخط فلسفته السيئه عن الأنثى حتى يعريها و يفقدها احترامها وبحجه إنه مـا يكتبه يضفــي للمرأه جمالا.

 

أكره الشاعر الذي يصف جسد الأنثى ويرسمها بأبياته كسلعة رخيصة يتمتع بها جميع أنواع الزبائن، وويفخر بتعبيراته ناسياَ إنه يصف أخته وأمه وعرضه.

 

أكره أي إنسان وصف د. رولا دشتي بالضعف وأن المرأة مهما كبرت ومهما وصلت إلى أعلى المناصب لاتزال هشه من السهل تكسيرها، علما بأن دمعة د.رولا دليلا على قوتها وحسن تصرفها لأنها لم تستخدم أسلوب الصراخ والشتم المتبع تحت قبة البرلمان للدفاع عن نفسها فصحيح أن الأنثى رقيقة من الخارج إلا أنها وحش من الداخل بعكس الرجل وحشا من الخارج إلا أنه هش من الداخل، فإن كانت القوة بأن نفقد أسلوبنا الراقي وإعلاء أصواتنا فأنا أول شخص أفتخر بأن يطلق علي بالأنثى الضعيفة، فإستمري يادكتورة رولا وحافظي على أنوثتك ورقة قلبك فكلنا سنمسح دموعك الغاليـــة.

 

أكره الأب المتسلط، الفارض لرأيه، يتبع منهج السجينة والسجان لتفقد ابنته قدرتها على الاستمرار  بهذه الحياة، وتقتل طموحاتها وتتشتت أفكارها فتأخذ القرارات الخاطئة فقط للهروب من السجن.

 

أكره الأخ الذي لا يعي دوره تجاه أخته وينسى أنه السند والداعم الرئيسي لها بالحياة وإن من واجبه أن يكون قريبا منها لأنه مصدر الحنان والقوة.

 

أكره الزوج الذي يلعب لعبة النعجة والراعي ماسكا العصا معتقدا أن من أسس القيادة هي الاحباطات والقسوة، يستعبد الأنثى بحجة قول العزيز الجبار ” الرجال قوامون على النساء” غير مكترثا لتكملة الآيه أو المعنى الحقيقي لها، ويتخذ من مقولة ” الرجل شايل عيبه” غطاء لكل زلة وخطأ يرتكبه غير مكترثا لجروح زوجته، يمارس بحرية مطلقه الحق الذي وهبه له الدين والمجتمع فيصبح سيد المنزل ولكن بأسوء أنواع السيادة فيفتت قلب المرأة الرقيق إلى قلوب صغيرة دامية سوداء لاتتلذذ بطعم الحياة، فيجرح مشاعرها ويغرق أحلامها يجبرها أن لاترى المستقبل إلا بعينيه وتقف عند خط النهاية الذي يحدده لها، وأنا لا ألومه لأن ما  تلقاه من تربيه وتدليل بمجتمع لازال يفتخر بولادة الذكر ،ويتربى على أن للرجل مثل حظ الأنثيين في المقام، مع علمي أن زمن وأد البنات أنتهى لكن لاتزال هناك عقول تربت بالجاهلية.

 

أكره كل ناقد للأنثى أن يرميها بالطوب بدلا من الورد، ويستخدم أعنف الكلمات وأقسى الأساليب مدعيا إنها الصراحه.

 

أكره كل فتاة في عمر الزهور كما يصفون ترتعش من فكرة الزواج وتفضل العنوسه لأن ما تسمع عن أبناء آدم ساقها إلى تيار وصراع داخلي أدى بها عدم الوثوق من المستقبل وخوفا من أن تصبح مثل التعيسات بسبب زواجات فاشلة وأخريات مطلقات، وتعيش ندا للرجل كلاهما يمسك سيفا ليحارب الآخر، علما بأن كلاهما في خندق واحد وخطواتهم واحده يكملان بعضهما البعض، وأن التجارب الزوجيه الفاشلة لم تكن إلا بسبب الاختيار الغير صحيح، فأنا أؤمن بوجود النصف الآخر المناسب لكل شخص ولايحتاج للبحث لأنه سيتواجد في الوقت المناسب، وأن دور الأهل في تنشأة ابنتهم نفسيا مهم فيا متزوجات ويا أهالي لتكتفوا من ذم الرجال والشكوى من غير داعي لتتهيأ بناتكن عاطفيا لمستقبل مليئ بالورود والألوان.

 

أكره كل أنثى فراشة تسيء للإناث الآخريات ليس لها هدف تتنقل من ذراع إلى أخر ومن هاوية إلى أخرى معتقده أن السعادة تكمن في الانحطاط الأخلاقي ونحن بمجتمع لايرحم يمتلك نظرة فقيرة متمسكا بمبدأ ” الخير يخص والشر يعم”.

 

ولكني أحب المذيع الراقي بمواضيعه ، والصحفي المثقف،والشاعر الرومانسي المحترم، والأب المتفهم والأخ الحنون والزوج الذي يسعى دائما لسعادة زوجته فيجتهد ليرى الراحه في وجهها ويسعى ليسمع قهقهاتها.

وايضا أحب ابنتي مريم لأنها أكثر إنسانه في حياتي تقول لي “أحبك”.

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

 

 

 

أخترن لنكون ملكات

 

” اللهم إني أعتذر إليك بمظلوم ظلم بحضوري ولم أنصره، ومن معروف أسدى إلي ولم أشكره، ومن مسيء اعتذر إلي فلم أعذره، ومن ذي فاقة سألني فلم أثره، ومن حق ذي حق لزمني لمؤمن فلم أوفره، ومن عيب مؤمن ظهر لي ولم أســتره….. “

 

أعتدن النساء في مجالسهن الحديث عن الطبخ والملابس والتفاخر بأزواجهن …. ولكن بالسنوات الأخيرة تغير مجرى هذا الحديث ليكون فيه آلاما أكثر من أن تتحملهن قلوب النسوة.فكثيرة نسبة المطلقات اليوم وخاصة اللاتي أعمارهـن تحت سن الثلاثين فلا أحمل إحصائية مأكده ولكن هذا ما لاحظته، والأصعب من ذلك قضاياهن المعلقة بالمحاكم واللاتي تنتظرن للنطق فيها بالنسبة للحظانة والنفقة وحتى الطلاق …….

أنا أؤمن أن الطلاق من آخر الحلول التي يلجأ إليها المتزوجين ولكنها في بعض الأحيان من أنسب الحلول لراحتهما … مع إن مايحصل حاليا -وللأسف- المشاكل ما بعد الطلاق وهو انتقام أحد الزوجين من الآخر وطبعا يكون الطرف الأقوى عن طريق شكاوي وقضايا بالمحاكم … والأصعب من ذلك كله هي قصص الرشاوي والواسطات والتلاعب في الأوراق بداخل المحكمة والذي يعتبر من الأماكن المقدسة .

فنداء موجه من هذه الزاوية من كل إنسان مظلوم إلى قضاتنا بالمحاكم والمعروف عنهم بالنزاهه والعدل أن لايدعوا شيئا يسبب في تلويث سمعة محاكمنا وعدل قانوننا خاصة لأنهم السلطة الأقوى على هذه الأرض وسلاحهم الدين الإسلامي أعظم الديانات وأنصفها فبالعدل قامت السماوات والأرض … فالكل يعلم مسؤولية قضاتنا العظيمة المحملة بالأعباء الثقيلة ولكننا أيضا نثق بأن قيادتهم للقضايا حكيمة لا تؤثر فيهم العاطفة أو الانتماءات الحزبية والطائفيه أو القبلية التي نعاني من تأثيرها في حياتنا الحالية … صحيح إن لا يوجد شخص معصوم من الخطأ لكن على الأقل هناك أشخاص يحاولون الوصول إلى الكمال .

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

 

 

 

شوك…؟؟

 

ثلاثة كلمات نشتقهم من كلمة شوك وهم شراكة، وكالة وكفالة.. ثلاثة كلمات ألمهم كوخز الشوكة سريع خفيف ولكنه مستمر ، يعتقد الإنسان دائما بأنه يستطيع أن يحمل الشوكه دون أن يجرح ولكن بالغالب ينصدم بعكس ما يتوقع فيتألم منها لفترة طويله وقد يتسمم جسمه … فالشراكة والوكالة والكفالة ألمهم طويل خاصة إذا كان الطرف الثاني كالشوكة .. ولا أقصد أن الثقة أصبحت معدومة في زماننا هذا ، إنما على الإنسان أن يحتاط أكثر ولا يخطو خطوة نحو “الشوك” إلا بعد أن يسلم القيادة لعقلة لفترة من الوقت لأن أغلب المشاكل التي تفرق بين الإنسان والمحيطين حوله من أسرته وأصدقائه تكون من وراء المال فكما نذكر باللهجة العامية ” الفلوس تغير النفوس” .

نسمع عن القضايا الموجوده في المحاكم بسبب الشوك … ورأينا الكثيرون من تراكمت عليهم الديون بسبب غلطة اسمها الثقة العمياء … بصراحة لا أحب نظرتي السوداوية للناس عندما تكون المادة حاجزا لنجاح علاقتي بهم ولكن لم أفترض هذا السوء إلا بعد تجارب عاشها غيري في السوء، أدت إلى تغيير اللون من الأبيض إلى الأسود القاتم ، ولا أريد أن يفهمني القراء خطأ فلا أريد عبر هذا المقال نشر هذا الفكر إنما أردت بقلمي رسم صورة رماديه أوجه فيها نصيحة بالتأني والحذر والتفكير لأن العاطفة في بعض الأحيان تؤدي إلة التهلكة .. وأن نفهم الماضي لبعض الأشخاص حتى لا ينعكس ذلك على مستقبلنا ونصنع مصدر متاعبنا بأيدينا فالكل يريد حاضر مبني على الثقه ومستقبل متوازن …  

 

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

 

فكر كالناجحين ….

 

أنا لي أهدافي الخاصة ….

وأنت لديك أهدافك الخاصة….

وهم لديهم أهدافهم الخاصة …

فهذه هي الحياة وهذه طبيعة البشر نحلم ونريد ونتمادى بالتفكير لنغرق برؤيتنا الخاصة ، وإن لم تحقق ما نريد نبقى رهنا لعبودية المرارة،ولذلك نهتم للنجاح ونكافح من أجله ولكن هل نحن حقا ناجحون؟

قرأت خلال أيام مضت كتاب باللغة الإنجليزية يحمل عنوان ” فكر كالناجحين”، كتاب يثير أحساس الحاجة للنجاح، وهذا النجاح ليس مقصورا على مجال محدد أو فئة معينة، فكل البشر ناجحون مهما إختلفت قدراتهم العقلية و مواهبهم ورصيدهم بالبنك، ولأننا بشر دائما نستطيع ونستطيع، فبإستطاعتنا البناء وبإستطاعتنا الهدم، وبإستطاعتنا أن نعيش بفوضى وبمقدورنا الاستقرار، فالحاجة للنجاح بداخلنا لاتموت ولا يمكن نسيانها حتى لو خدعنا أنفسنا  بإننا حققنا ما نصبوا له، وتوهمنا إن هذا هو  القدر. صحيح أن تعريف النجاح صعب ويختلف مفهومة من شخص إلى آخر، فهناك من يسعى للنجاح الأسري وآخرون يسعون للنجاح الدراسي أو المالي، فمهما إختلفنا بالأولويات إلا أننا نريدهم جميعا، فنريد كلمة مشتقة من الإرادة أي أن الإرادة هي التي تحقق ما نريد، فالناجح الحقيقي يسعى  لما يريد تحت أي ظرف كان لا تتحكم فيه الضغوطات النفسية ولا التقلبات المزاجية ولاتؤثر عليه البيئة إنما هو وحده من يضيىء لنفسه الشموع وكل شمعة بالنسبة  له نجاحا جديدا وبداية يتحاشى فيها أخطاء الماضي.

أيضا ، الناجح الحقيقي يعي تماما أن الإنسان لايختار أسمه إنما يستطيع إختيار الدرب الذي يسير فيه بالحياة ، صحيح أن الخطوط بالكف لاتتغير لكننا نستطيع تعديل التفاصيل ولصالحنا، لأن الجميع يجيد السباق إلا أن الناجحون وحدهم من يكسبون لأنهم يصرون على الفوز ولهذا الهدف كرر المؤلف في كتابه ” فكر كالناجحين” جملا عدة مرات لتكون مرهما يعالج حرقات الفشل وتشجع دائما على النهوض والمحاولة بعد كل سقوط ، كذلك تلك الجمل تشجع الناجحين على تحديد أهداف  أخرى جديدة ليضيفوا وردة جديدة إلى بافة النجاح التي تزين حياتهم فالأولى ” الناجح يقترف الخطأ لكنه لا يكرره” وأخرى ” طريق النجاح ليس مستقيما إنما دروسا وإنحناءات” وأكثر الجمل تأثيرا ” الناجح يصنع قدره لأنه لايعتمد على الحظ ويملك قدرة ” أنا أستطيع”. إنما أجمل ماقرأت هي ” كن مستقلا ولا تكن تابعا، يقودك الغير” فمن كان تابعا لايسعى لما يريد إنما لما يريده الغير وهنا يكمن الفشل الحقيقي، لأن من الصعب أن يعيش الشخص أسير الآخرين ومفاهيمم المحدودة للنجاح ومن واقعهم، فكما كان العصر الجاهلي يئدون البنت في المهد لازال هناك أناساَ يئدون أحلام الآخرين عن قصد وعن غير قصد ، فلذلك كن ناجحا وتذكر أن العصر الجاهلي أنتهى.

 

هنادي عباس كرم

 Hanadi.a.k@hotmail.com

 

 

اهتموا بالتربية..

 

عــندمـا أمسك بقلمي وأكتب في أوراقي، أبدء بكتابة مابداخلي بصدق لأن عندما أنشر ما أكتبه بالصحيفة يجب أن يكون صادقاً وصحيحاّ وخاصة لأني أكتب لتوصيل رسالة معينة وهي السعي نحو الأفضل فبالأمس كان هناك صحفيون وكتاب وأدباء حفروا بعقولنا كلمات غيرتنا ولم يذبل قلمهم عن قول مشاعرهم الحقيقية حتى رحلوا من الدنيا ولذلك ماتوا ولم ينكسوا رؤوسهم وهذه ما تدعى  المصداقية والشفافية، فلا أقارن نفسي بهؤلاء فأنا أعتبر نفسي جنينا حتى الآن لم يرى نور عالم الصحافة فلذلك أكتب وأكتب عدة مرات وأمحي كلمات وأضيف أخرى فلا زلت أمزق أوراق وأشخبط فوق السطور .أكتب وأنا أشرب القهوة والتي أحبها مرة لأستطيع التركيز أكثر وآخر ما مزقت مقال كتبته عن طالبات كلية التربية وتصرفات بعض الطالبات وهن معلمات المستقبل ومربيات الأجيال وقدوة لبناتنا وأبناءنا ومن يغرسن أول بذرة علم وثقافة وهن أيضا إمتداد لدور الأسرة بالتربية فمنهن يبدأ الطالب مشواره بالحياة لنراه بالمستقبل دكتور، مهندس ، معلم ، ميكانيكي أو أي وضيفة أخرى تساهم بتطوير ورقي دولتنا الغالية، ولكن خذلني قلمي بالمقال السابق وجرحتني صراحتي أو ربما مرارة القهوة في فنجاني أمتزجت بأحاسيسي وتداخلت بعنف في شرياني حتى توجهت للسلبيات وصرت أحكم عليهن بأسلوب عنيف متوقعة أن الصراحة يجب أن تكون علقما وليس هناك نكهات حلوة ولذلك قررت وأنا أكتب مقالتي الثانية أن أستغني عن القهوة واستبدلها بعصير الليمون الطازج مضيفة إليه السكر والنعناع لأغير من طريقة تفكيري وأسترخي وأرى الإيجابيات بوضوح أكثر لأن أكيد طالبات كلية التربية يتعرضن لضغوط بفترة الدراسة أما الخريجات أو المعلمات أيضا يتعرضن لضغوط فمن منا لا يتعرض لتلك الضغوط ولكنهن بتصورنا يجب أن يكن أقوى من غيرهن وأحرص بعملهن أيضا من غيرهن لما لهن دورا رئيسيا في الحياة وتأثيرهن المباشر على نفسية وشخصية الطالبات والطلبة، فلذلك لانقبل ونحن أولياء أمور أن تستخدم المعلمة كلمات ليست لائقة أو تتصرف تصرف غير تربوي ، وحشا لله أن أقول إن معلماتنا انحدرن لهذا المستوى ولكني أصف قلقي وقلق أي ولي أمر تجاه أخطاء بعض المعلمات التي لا نقبل بها لأننا تعلمنا بالماضي عندما كنا طالبات وطلبة أن نحترم معلماتنا لدرجة الخوف ونحترمهن لدرجة أتخذناهن قدوة فبداخلنا اليوم مزيج من علم وأخلاق وثقافة كل معلمة صادفتنا في رحلتنا لتعليمية، ومازالت هذه نظرتنا للمعلمات الجدد اللاتي يعلمن أبناءنا وبناتنا لأنهن بداخلهم ولانريد أن تهتز هذه الصورة أبدا  ، فغلطة المعلم عن عشر حتى ولو كان خطأ تافه.

وما أثار هذا القلق هو مارأيت وسمعت عن بعض المشاكل التي سببتها بعض طالبات الكلية وبعض التصرفات الغير لائقة التي بدرت منهن في داخل الحرم الجامعي المقدس والمقدس جدا في كلا كليات التربية التابعة للجامعة أو الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، وهذا مازرع في قلبي بعض الشكوك أنهن غير مؤهلات لتحمل أمانة التربية والتعليم وربما أكون خاطئة وحدسي غير صحيح خاصة وأن الحرم الجامعي نقطة إلتقاء لعدة بيئات وثقافات من مختلف الأسر الكويتية وغير كويتية ويحدث ما يدعى بتصادم الأفكار.

قالت مرة زميلتي أنفال القلاف في مقال لها قبل أيام وهي تصف الحرم الجامعي بعروس شمطاء كثيرة الطلبات قليلة النفع وأنا أقول مع أن العجوز تعتبر خبرة إلا إنها لا تتقبل التغيير والانفتاح والتجديد متمسكة بآراءها القديمة ولذلك نرى إن شروط قبول طالبات كلية التربية لم تتغير وأسئلة المقابلات الشخصية هي نفسها تتكرر عبر السنسن، ولا تتوافق مع التطور الذي يعيشه المجتمع والتأثيرات التي غيرت من سلوك أفرادها ، فطالبات كلية التربية اليوم يختلفن عن طالبات الأمس بشخصياتهن وطموحاتهن ورؤيتهن لبعض أمور التربية والحياة فمثلا اليوم نرى داخل الكلية “بويات” لم يكن موجودات بالسابق فالسؤال ألا يجب أن يضاف بند عدم قبول هذه الفئة بعدما أصبح أمرا واجب الآن أو يريدون المسؤولين جيل جديد غير، وغيرها من الشروط الأخرى التي أنا متأكده إن أخذوا رأي دكاترة الكلية سيضيفون شروط وبنود جديدة تخدم العملية التربوية وستساهم بإختيار المعلمات الأصلح خاصة بعدما أصبحت مهنة المعلمة جذابة كمغاة علي بابا لا يعرف مافيها إلا بعد أن يكتشفها فتفضلها أغلب الأسر لبناتهن فالميزة بالراتب وإجازة الثلاث شهور والمجتمع النسائي. وهذا أدى إلى تزايد أعداد خريجات الثانوية المتقدمات للدراسة في هذه الكلية طلبا بكنز على بابا ولا يعني ذلك أن إن الجميع مؤهلات لتصبحن معلمات، حاملين معهن كلة السر.

أنتهى كأس العصير وأنتهت معه كلماتي فأي مسؤول بالتربة مهتم أتمنى أن يتعمق أكثر بماذكرت لأن هناك كلام آخر لم يكتب ولن يكتب. وأن لا يتجاهل قسم البنين والمعلمين.

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

أهلا بالزائر !!

 

كانت تستعد لشهر رمضان فتقوم بشراء مؤونة شهر كامل وزيادة …

وكانت تدون في دفترها الصغير كل ما تسمعه أو تشاهده من طرق جديدة لمأكولات حتى تنوع مائدة الإفطار في هذا الشهر الفضيل .

وأيضا تشتري لنا ولها ” دراعات ” جديدة حتى نستقبل الضيوف ومهنئين بهذا الشهر باللبس التقليدي كطابع يميز هذا الشهر ..

فاعتدنا ترك منازلنا لنجتمع في البيت الكبير ونتناول من يدها ألذ المأكولات….

نتكلم …

ونضحك ضحكا صادقـــاَ من القلب …

نشاهد برامج التلفزيون معا…

هذه أمي حبي القديم، من كانت نجمة بسمائي، بسمتي ودمعتي، وشمعة أيامي وأحلامي – رحمها الله واسكنها فسيح جنانه- كانت بالنسبة لي ولأخوتي كالصدفة تحمينا وتدفئنا، قلبها الكبير مليء بالحب والحنان يكفي لسكان العالم أجمع … فقد كان البيت الكبير لا يخلو من الضيوف توزع  الابتسامة على الجميع وتقوم بضيافتهم دون تعب .

فقدناها مع إننا تعلمنا منها الكثير ومازلنا نجتمع بالبيت الكبير وأحتفظت بدفترها الصغير إلا إننا لم نسنطع سد مكانها بيننا فمازال مكانها خال ، يفوح منه رائحة الورد .

فالأم هي الإنسانه الوحيدة التي لا تعوض ومهما خطت أقلام الشعراء بوصفها لن يعطوها حقها، فالأم كما هي في حياتها وبعد موتها عطر يفوح شذاه ، جمال وأمان ومحبة ومدرسة و… و … و…. وسر الحياة، ولذلك ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل والزائر الخفيف بقلوب مليئة بالإيمان لا يجب علينا نسيان إهداء أمهاتنا الأموات سورة الفاتحة أو صدقة على الأقل مع صوت مدفع الإفطار، فكما كانت أمهاتنا يعشن بيننا وكنا بحاجة لهن واليوم هن تحت التراب بحاجة لأعمالنا لهن..

والأهم من ذلك أمهاتكن الأحياء -أطال الله في أعمارهن- طاعتهن مع قبلة على الرأس خير من قبلة بأرجلهن بعد ذهاب الروح إلى خالقها، فكم يفرحن أن تجمعتوا معا على سفرة الإفطار في هذا الشهر والدعاء لهن بالصحة فقد قال رسولنا الكريم (ص): “نظر الولد إلى والديه حباً لهما عبــادة ” فما بالكم بثواب الدعاء ، فهذه رحمة الله تجسدت بالوالدين فحتى بالتعبير عن حبنا لهما نجني الحسنات والثواب، مع إن مقالي عن الأم ولكن الأم والأب جسدان مترابطان حقوقهن علينا كثيرة، ولا ننسى إن كما ندين ندان فقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه:”راع أباك يرعاك إبنك” .

فأهلا بشهر رمضان ، ونحن دائما نعيش بمحبة……

مبارك عليكم الشهر

 

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

قرقيعان هذه السنة …… غير!!!

بعد أيام معدودة وبالتحديد بشهر رمضان-  أعاده الله علينا وعليكم بكل خير- ستبدأ الصحف والديواوين والبرامج التلفزيونية والإذاعات بالحديث عن إسراف المرأة الكويتية وتبذيرها بهذا الشهرعلى ملابس القرقيعان وحلويات القرقيعان .. وغيرها من الأمور الذي إعتدنا أن نسمعها بكل سنة، ناسين  إن هذه الأمور بالنسبة للمرأة تعبير عن الحب فعند شراء ملابس لأطفالها للاحتفال بالقرقيعان أو حتى إعداد حلويات للقرقيعان بأشكال مختلفة وأفكار مبتكره فيها تعب جسدي ونفسي عليها إلا إنها لا تنتظر من عائلتها الشكر إنما تسعد عندما ترى ضحكاتهم ، وهذا ما يكفيها… الفرحه ، وإن تبالغ في بعض الأحيان وتختل الميزانية إلا إنها تتحمل هذا الخلل وتعيش الباقي من الشهر بعجز ولكنها لا تهتم لأنها استطاعت أن تشتري الفرحة لأطفالها.

والتباهي أيضا مقبول فعند مدح أهل الزوج للقرقيعان فهذا فخر لها، كأنها تقول “ولدكم عرف يختار” وعندما يمدح أهل الزوجة للقرقيعان أيضا فخر لها كأنها تقول ” زوجي ما يقصر علينا بأي شي”.

بالأغلب  الزوجات الصغيرات هن من يتمسكن بإبتكار نماذج جديدة للقرقيعان قد تكون مكلفة ، ويقل هذا الشعور بعد سنوات حتى تمل المرأة أو يكبر الأبناء ، فتتوقف ، لأن للحياة فصولها ، وبفصل الربيع تزرع بذورا جديدة لتثمر زهورا وفاكهة أطيب، وكل شي ينتهي مع عدم الشعور بحاجته، لتبدأ سنة جديدة مختلفه أكثر نضوجا وتعقلا.

وطبعا بواقع الحال لا يشعر الزوج بأهمية ما تفعله المرأة ويراها أيضا من الكماليات التي لاداعي لها، وربما يكون على حق إن أصبح الإعداد لهذه المناسبة يتعدى ميزانية الأسرة أو لجوء الزوجة إلى الدين ، ولذلك يصبح الاحتفال بالقرقيعان سلاح ذو حدين إما إرضاء عقل الرجل أو اشباع قلب المرأة … فبإعتبار الزواج شركة يحترم فيها الطرف رغبات الطرف الآخر ليكن قرقيعان هذه السنة مختلف ، فليكن فيه مشاركة من كلا الطرفين، ذوق المرأة مع مراقبة الرجل للميزانية ، المقصود أن يرافق الرجل زوجته إلى السوق ويشترون معا مستلزمات القرقيعان ، فبالتشاور والنقاش بدون شد الحبل بقوة ومشاركة الأثنين بإتخاذ القرار سيشعر الزوج بالإرتياح على ميزانية الأسرة، وستشعر الزوجه بالرضا لمشاركة الزوج لإهتماماتها.

ربما تكون فكرة الإعداد للقرقيعان غير مقنعة للبعض إلا إنها وسيلة للتواصل بين الزوجين وهذا بالضبط ما تحتاجه العلاقة الزوجية ، المشاركة والتواصل بالأمور بسيطة كانت أو معقدة ستدمر الحواجز وسيزيد الارتباط بينهما وبذلك يصعدان سلم الحياة معا بتماسك أكثر، وتكتمل مسيرتهما عبر الفصول ويحصدا معا ما زرعاه ، فما أجمل الحياة أن نعيشها ونراها بإيجابية .

 

كلمة سر :

 للرجل : إفهم المرأة .. حتى لو كنت تجد بذلك صعوبة لأن المرأة نفسها لا تفهم نفسها بعض الأحيان.

 للمرأة : إفهمي الرجل … وإجعليه صاحب القرار فلن يخيب ضنك أبدا.

ولا تنسونا بالقرقيعان…….

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

 

رجال الكافيهات ….!!!

 بين الأحساس بالوحدة والضعف وآخر بالتخبط ، يجول الإنسان بفكره في صفحات الماضي يبحث بذاكرته عن أناس سقطت أسماؤهم مع الأيام وتلاشت ملامحهم، يبحث ويبحث وإن لم يجد بالماضي ما له قيمه يهرب منه ويبحث بالحاضر عن الجديد يحاول أن يتمسك بقشة أمل حتى لو كان أملا زائفا لكن يبعث بروحه الإطمئنان والرضا للحظات  أفضل من لاشيء.

هذه الأحاسيس حقا صعبة وخاصة عندما تأتي بعمر متقدم ، سيشعر القارئ للحظة أن قلمي قد شاخ فجأة وهرم بأحاسيسه التي كانت ملتهبه بالتفاؤل قوية كالريح لتساعد بوصول قارب الحياة للهدف لكن النار خمدت والريح هدأت للحظات مع إنتشار ظاهرة الخز لتتعدى فئة المراهقين والشباب ليمارسها كبار الرجال وهم يجلسون بالمقاهي المنتشره بالكويت ، متمسكين بأماكنهم المعتادة ليصبحوا معلم أصيل من معالم الكويت، هرم مثير للجدل ،لايتكلمون مع بعضهم البعض مقارنة بكثرة الخز كأنهم وصلوا لمرحلة أقصى طموحاتهم هي تفصيل أجساد الفتيات من عمر بناتهــم. وجعلوا من أنفسهم أضحوكة ومصدر لنكت تتداول بين الناس وترسل عن طريق الجوال.

أخذت أتأمل وجوه رجال الكافيهات “الخزازة” والخطوط التي رسمت على جبينهم وتحت أعينهم ونظرات الخز اليائسة جعلتني أفكر هل بإمكاننا تحليل شخصياتهم ولا نتهمهم بنظراتنا السلبية لهم، فربما الخوف من الوحدة ووصولهم إلى مرحلة التخبط جعلت هذه القشة الوحيدة في حياتهم . فجعلت منهم رجالا أكثر حيوية يهتمون بأجسامهم ولباسهم، كثيروا صبغ الشعر وإخفاء البياض بعدما كان يعتبر بالماضي وقارا، ناسين إن لكل عمر خصوصية وجمال وجاذبية ولولا هذه الخصوصية لما أستمر الطلب على الفنان ريتشارد جير.

فالفرق بين الأجانب وبعض رجال العرب إنهم يفهمون أنفسهم جيدا فلا يحملونها مالا طاقة لهم به ويحترمون الشيب الذي برأسهم فلا يلعبون دورا غير مناسب لهم بالحياة. فوعى الغربيون وفهموا أهدافهم البسيطة والمعقدة وفرقوا بين الأحلام والأوهام وإن لم يستطيعوا تحقيق أحلامهم بالواقع عرفوا إنها وهم وكابوس يحتاج منهم صدقة لدفع البلاء.

بعد هذا التأمل أغمضت عيني لأزيل عنها الصورة المشوهه التي كنت أتأمها وطلبت من الفتاة الجالسه معي أن تدفع كل يوم صدقة لتدفع البلاء عنها قبل الخروج من المنزل لأننا لا نستطيع تغيير الواقع مادام الآخرون لايريدون تغيير أنفسهم فعلى الأقل يجب عليها أن لاتمزج أحلامها مع أحلام رجال الكافيهات .

وما ثار فضولي وأنا أحمل حقيبتي للخروج من هذا الازدحام مايكرر على مسامعنا دائما إننا نقلد الأجانب دوما وأن السلبيات الموجودة بالمجتمع سببها العولمة فهل ظاهرة خز رجال الكافيهات مستوردة من الغرب أم إنه اكتشاف كويتي 100%.

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

 

فنانات كولاجين

تعلمت أن الجمال كلمة نقيضها القبح، ومفاهيم الجمال صحيح إنها تختلف عبر العصور إلا إن العين تستطيع التمييز بين ماهو جميل وماهو قبيح فنرى الجمال بالمرأة والطفل والفراشه والورود أما القبح نراه بالبومة والأفعى والصرصور والدماء ..ولذلك الكل يسعى للجمال بأقصى الطرق والمحافظة عليه، إما الجمال الروحي أو النفسي ، وطبعا هذا أسمى وأرقى أنواع للجمال والمعنى الحقيقي له .ولكني بصدد الكتابه عن السعي لجمال الوجه لأهميته أيضا في حياتنا لأنه أحيانا يعتبر المرآة لجوهر الشخص .

فــأكثر من يسعين إليه هن النساء وخاصة العاملات في مجال الأعلام من فنانات ومذيعات لأنهن أكثر النساء تعرضـــاَ للنقــد ، فأنا لا ألومهن  لأن الجمال بالنسبة لهن ضرورة للنجاح والشهرة وهذا مايتطلبه طبيعة عملهن .

فلذلك هن أكثر من غيرهن يتابعن الموضه والأزياء ، والأكثر بإجراء عمليات تجميلية، فاليوم نرى ظاهرة الوجوه الكولاجينية المنتشره بمسلسلاتنا الكويتية إلى درجة إن مفهوم الجمال أخذ معنى آخر لا نستطيع أن نسميه جمالا، فتفخ الشفايف أهم ما يبرز مسلسلاتنا اليوم حتى الفنانه التي كانت يوم من الأيام يمدحها الجمهور لجمالها أصبحت اليوم ترى بنظرة إزدراء وأنا شخصيا أراها وأرى مثيلاتها بنظرة عطف، لأنها لم تحترم جمهورها ورغــبة عيونهم بالراحه من التشويه وأثارت التقزز بنفوسهم.

حول متابعتي البسيطة لعمليات التجميل وأبر الكولاجين توصلت إن تلك الحقن تستخدم لتجميل أو تحسين أجزاء معينه بالوجه لإعطاء نظارة للوجه وعمر أصغر للمرأة يعني ترميم لما أفسده الدهر لذلك ينصح إستخدامه لأعمار كبيره لضمان بقاء الكولاجين بالجسم لفرة أطول ونجاح عـملية الحقن بتحسين شكل الوجه … ولكن ماذا يحدث بين فناناتنا اليوم !! هل يتعاملن مع أطباء خطأ لا يفقهن لوضيفتهم الحقيقية ، وإن كان أين دور خبير المكياج بالمسلسل وحتى المخرج أليس لهما نظرة أم لا يستطيعان توجيه الفنانات لقلة وجود الإناث في المجال الأعلامي،صحيح إن من الصعب توجيه وإجبار الإنسان بما نراه  إن إختار بنفسه مصيره القبيح ونحشره في قالب معين لكننا نستطيع إرشاده على الأقل وتنبيهه بأن أعيينا ترفضه وقد أعجبني الفنان عبدالحسين عبدالرضا في مسلسله عندما وجه تعليقا عن إحدى الفنانات في العمل باللهجة المحلية :” هل هذه شفايفها أم إنها تأكل الرقي”. وأنا أقول لم يكن رقيا بل هو ….

صراحه أتمنى من قلبي أن ربي يشفيهم من إدمان تفخ الشفايف ولا أحب أن أعيب أحد لكن هناك فئة معينه من الناس إن لم توجه لهم رسائل تنصحهم سيستمرون بالعبث والنفخ والنفخ والنفخ حتى الانفجار.

 لكن  أكثر ما يثير غيضي إن كل من تظهر بمسلسلاتنا الكويتيه تحمل إسم الفانه الكويتية وهي أصلا لا تمثل البنت الكويتية وليس لها صله بالفتاة الكويتيةا ، فليس أي فنانه تكلمت باللهجة الكويتية ولعبت دور بنت كويتية بمسلسل كويتي أصبحت كويتية صحيح إنها على أرض الكرم والضيافه وتعتبر واحده من أفراد هذه الأرض الطاهرة  إلا إنها لا تمثل إلا نفسها والدولة التابعه لها، ولن تكون أبدا قدوة للبنات الكويتيات لأنني على ثقه من أن بناتنا لهمن ذوق ونظره بالجمال راقيه جدا ولهن حس مميز.

سامحوني لم أكن أحب  أن أكتب بهذا الأسلوب لكن ما أراه على الشاشه اليوم هم يبكي وهم يضحك ، ولا أحب أن يتأثر به بناتي في المستقبل عندما لا يرون أي رفض من جهتنا ، ونصيحه لكل إعلاميه في الكويت من مذيعه أو ممثلة أو مغنيه بأن تصبح مميزه وليس التقليد حتى لا تصبح نسخة مستنسخة من أخرى، وهناك أمنية تبحر في خاطري وهي اختفاء ظاهرة الشفايف لتعود الشفاة التي كالتوت سمة للبنت .

 

وأخيرا أشكر الأديب هيثم بودي والمخرج المبدع محمد دحام على المسلسل الرائع الهدامة بما يحمله من تواريخ مهمه في حياة الكويت مع أن قصة الحب التي فيها قللت من مستوى العمل الرائع لأن ملحمة الحب كما ذكر بعنوان العمل بارده ومتوقعه فقد كنت أتمنى أنا شخصيا أن تأخذ مجرى آخر .

 

وأترككم ونحن بالأيام الأخيرة لتوديع هذا الشهر الفضيل الحبيب للبحث عن القيم وما استفدناه من المسلسلات التلفزيونيه غير الــذم بالشفايف الكولاجينية.

وكل عام وأنتم بخير …….

 

أختكم

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

 بين تلفزيون الكويت وتلفزيون أبوظبي ..!!

لأشهر مضت أدمنت على متابعة برنامج يعرض على قناة أبوظبي وهو برنامج حواري من تقديم دكتور رائع ومتميز بأسلوبه وإبتسامته يستضيف خلال الحلقة اثنان من المختصين لمناقشة مشكلة معينه أو ظاهرة أو أي موضوع يهم الفرد ، وما يلفت النظر في هذا البرنامج أنه لايخلو من ضيف كويتي دكتور أو أستاذ أو مدرب أو من له خبرة في مجال ما… وهذا ما يجعلنا نفخر ونحزن في آن واحد .

نفخر بالشعب الكويتي والطاقات الموجوده عند شبابنا رجالا ونساءا والفكر الراقي الذي يتمتعون فيه .

أما الحزن فهو على أن مؤسساتنا والإدارات المختصه على الصعيدين الحكومي والخاص في بلدنا الحبيب لم يكتشفوا تلك الطاقات ولم يعطوهم حقهم على تلك الإبداعات الفكرية ولا أقصد حق التوظيف والراتب والبدلات إنما حق ظهورهم إعلاميا للشعب وخاصة الجيل الجديد المحتاج للوعي بناءا على قواعد دينية متماشية مع عاداتنا وتقاليدينا وقيمنا بأسلوب المثقفين المتطور بجو العولمة وذلك يجب أن يكون عبر القناة التلفزيونية الكويتيه المحتضرة والقنوات الكويتية الخاصة لتغير من أسلوب الشتم واضهار سلبيات الشعب الكويتي …. وخسارتنا عظيمة لعدم معرفتنا لهؤلاء المثقفين فهم من يجب أن يعتبروا قدوة ومدرسة نستفيد منهم …

فكلي أسى على ما أصبحت عليه الكويت خاصة بعد الغزو العراقي الغاشم فالكثير من الأفكار قد تغيرت وأوهام سيطرت على حياتنا قيدت عطاء الشعب و أوقفت تطور هذا البلد.

فشكرا للتلفزيون الإماراتي على سياستهم وبحثهم ومعرفتهم بالشعب الكويتي وتقدير طاقاته وقدراته …

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

دعوة للحب …. 🙂

 

 

متابعتي للأغاني الحديثة فقيرة جدا … حتى أنني أجهل أسماء المغنيين ولا أنجذب كثيرا لأصواتهم ولا لكلمات بعض الأغاني كثيرا.. فما زلت أسمع أغاني السبعينيات والثمانينيات لأم كلثوم  والعندليب وفيروز لما تحمل أغانيهم لمفهوم الحب الأصيل وعذاب الحب الصادق.

وأنا وبشجوني القديمة أخذت أدندن أغنية للفنانه فيروز تقول فيها :

و هديتني وردة فرجيتا لصحابي ….
خبيتا بكتابي زرعتا عالمخده …
هديتك مزهرية لا كنت تداريها …
و لا تعتني فيها تاضاعت الهدية …
و بتقلي بتحبني ما بتعرف قديش ….

كلمات رائعة تبين ماهو المهم بالحب ، فالحب ليس الشعور به إنما الحب تكمن في كيفية المحافظة عليه ، صحيح أن الذكر غير الأنثى في كيفية إظهار الحب لكن كلا الجنسين يتشابهان بالحاجة لهذا الحب والحاجة للتمسك به وهذا لا يحتاج إلى مدرسة لنتعلمه إنما يولد معنا بالفطرة فإذا كنا نملك شيئا جميلا نخاف دائما أن نخسره ولذلك نحافظ عليه بكل الأدوات والأسلحة التي نملكها.

فكثيرا منا يجد الحب مشروعا يعيش من أجله وعند ضياع الحب من حياته يسأم ,. يمل ثم يتملكه اليأس .. ولذلك لم يخلق إنسان لا يحب ولا ينحب فجميعنا تدق قلوبنا ونشعر بالحنان تجاه أشخاص معينين وجميعنا لدينا من يحبنا ويحترمنا حتى لو لم نشعر به .

فبما أن الحياة بالصيف تسير كبندول الساعة تتحرك لليمين مره ولليسار تاره دون تغيير خاصة لمن يعانون من الأزمة الاقتصادية والخوف من انفلونزا الطيور ، فـسيطر الملل والكسل علينا وعلى أطفالنا … فلذلك طرأت على بالي فكرة بدأت أعلمها لأطفالي أيضا وهي فكرة التغيير … نعم التغيير من نمط حياتنا الجاف إلى نمط آخر أكثر إثارة وفخر بمشاعرنا وذلك بأن نبدأ بالتعبير عن عواطفنا لكل من نحب بطريقة أو أخرى شفهيا وعمليا، ونستخدم أسلوب المدح الدائم بدل الذم والتعليق السلبي ، فبداية نعبر عن حبنا الصادق لرب العالمين وخاصة ونحن الآن في أعظم الأشهر التي يـستجاب بها الدعاء ويكثر بها ثواب الصيام ، ثم ننتقل لحب الأهل والزوج والزوجه والأخ والأخت والأصدقاء ولكل من نتعامل معهم ويهمنا أمرهم لأن اليوم فرصتنا ونحن على قيد الحياة ولا نعلم من سنفقد غدا .. ومتى سنفتقد … ولا نخجل أبدا من عواطفنا حتى ولو كانت مرفوضة فكلمة حلوة قد تثقب قشورا صلبة وتقرب إلينا الكثيرون فهنا تكمن قيمة الحياة وتخفض من حرارة الجو و استثمار يرفع من أسهمنا على هذه الأرض لتدوم الابتسامة والطمأنينه ، فلا وجود للملل إن كان المحبون جميعا معنا ولا نفقد اتصالهم حتى لو كان هاتفيا ..

تربينا بقانون العيب من أن يعبر الأخ لأخته معزتها بقلبة … و ترعرعنا على قانون رجولة الزوج بقسوته ، ونشأنا لأنفسنا نظرية خاصة بتربية أطفالنا دون احتضانهم حتى لا يشعرون بضعفنا … فكل هذه القوانين هي العيب من الاستمرار بممارستها فإهداء ورة لشخص على قيد الحياة أعظم بكثير من وضع باقة ورد على قبره ..

 

فتذكروا متى آخر مره استخدمتوا كلمة أحبك ؟؟؟

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

أجذب من تحب .. لتحب

” أي إنسان منكم له مئة خروف، وأضاع واحدا منها، ألا يترك التسعة والتسعين في البرية، ويذهب لأجل الضائع حتى يجده؟” سهمت للحظات عندما قرأت هذه الجملة المقتبسة من الإنجيل لأنها تعكس واقع حالنا نحن البشر، لأننا لانهتم ولا نحافظ على مانملك إن خسرنا جزء منه تشتتت أفكارنا، وتزلزلت عقولنا ويسيطر علينا شعورا غامضا يتأرجح بين الضياع ولسعة الحاجة لما فقدنا، ويبدأ سباقنا مع الزمن ونبدأ بالبحث عن البسيط الضائع دون هدف وبكل المسارات التي أمامنا حتى تضيق بنا الجدران من كل جانب ونكتشف حينها إننا أضعنا التسعة والتسعين في البرية إي الأمور الأخرى الأكبر والأكثر أهمية، مع إنني على يقين بأن الإنسان قادر على إرجاع الماضي والنجاح من جديد إن عرف إختيار الطريق المناسب البعيد عن دوامة الذكريات المؤلمة، وبالتحديد عندما يضيء بأعماقه محبة الحياة من الجديد بصورتها الحقيقية.

ومن هذا المنطق كل قارئ يفهم من كلماتي السابقة على حسب الاتجاه به وتفكيره ومفهومة الشخصي للنجاح الذي لايريد أن يخسر حتى ولو جزء بسيط منه.

إلا أنني شخصيا أظن أن أهم نجاحاتنا هي علاقتنا بالآخرين والأسلوب الأنسب للمحافظة على تلك العلاقات، وهذا النجاح لايتم إلا بتغذية الوازع الاجتماعي وجعل كل شخص أولوية في حياتنا وقيمة حتى لو كانت تلك العلاقة سطحية، فمجرد إحساس الآخرين بتلك القيمة سيحافظون على استمرار وجودهم في محيط حياتنا حتى ولو من بعيد، لأن البعيد يوم من الأيام سيصبح قريبا، فقوة الإنسان مستمدة من محبة ودعم الناس له في الدنيا وذكره وطلب الرحمة له بعدما ترجع الأمانة التي على الأرض لبارئها تعالى .

تعددت القراءات لقانون الجذب الذي من أهدافه برمجة العقل الباطن والتفكير بعمق بشخص معين،مع إطلاق الخيال والتصور فينتقل هذا التفكير على شكل رساله ذهنية تنتقل من روح إلى الأخرى دون قيود أو تكبيل وبذلك ستتحقق هذه الرسالة ، ومنها سيقوم الطرف الأخر مستلم الرساله بالاتصال فوراَ على مرسلها، فالكثير يؤمن بهذا القانون ويستدلون بالحديث القدسي :”أنا عند ظن عبدي، فليظن بي ما يشاء” ويعني أن سبحانه وتعالى لا يخيب ظن العبد وأمانيه وأيضا يستخدم هذا القانون بجذب الأحداث السعيدة لحياة الشخص، ولذلك هناك دورات خاصة تقوم على تنمية الفرد وتهذيب أفكاره ، وطبعا لكل القوانين استثناءات فإن كان هذا القانون واقعي أو يخدم البشرية أو العكس ولا يحقق الغرض المنشود ، أتوقع أننا لانحتاج لقانون الجذب لتطوير وتقوية علاقاتنا بالآخرين لأن تصرفاتنا وسلوكنا هو الذي يحدد مكانتنا في هذا المجتمع.

فما حاجتنا الحقيقية للجذب إن كنا  نحمل بأيدينا هواتفنا النقالة وبضغطة زر نستطيع التواصل مع من نحب ونهتم، فالتواصل هذا ليس لزيادة أرباح شركات الاتصالات إنما لزيادة أرباحنا الشخصية وتعبئة فواتيرنا لمستقبل وردي.

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

زوجتك !!

قالت له وهو يلاعب ابنته : هل تحبها

أجاب هو : نعم كثيرا

أكملت هي : من تعتقد القادر أن يكون زوجا لإبنتك ؟؟

أجاب: لا شروط لدي فقط أريد من يحافظ على الأمانه التي أعطيته إياها.. لأن ابنتي جوهرة غاليه يجب أن  يحترمها ويدلعها ويجعلها سعيدة

هي : ماذا ستفعل إن عرفت أن زوجها أهانها ؟

أجاب : سأتضايق كثيرا ، وسأهينه مثلما يهين إبنتي .

قالت : وماذا ستفعل إن عرفت أن زوجها يضربها ؟

أجاب وبدون تردد : سأضربه

ردت عليه : هل تعرف إن لدي أب يحبني ويخاف علي ، ويتألم إن تألمت، و لن يتردد بأن يهينك ولا أن يضربك!!!

سكت هو … وسكتت هي

لم يكن كلامها معه تهديدا ، إنما كان تذكيرا له بأنها أمانة بين يديه، فمثلما يحب إبنته ويرى لها مستقبل سعيد ، فقد كانت أسرتها تتمنى لها نفس هذا المستقبل ، وأرادت أيضا أن تذكره بأنه كما تدين تــدان …..

إزداد معدل العنف الأسري في دول العالم، وضرب الزوجات مما نشأ خلل في توازن الأسرة، ونفسية الزوجة ولست بصدد التحدث عن هذه المشكلة وأسبابها إنما ما يهمني هو مطالب المرأة وطريقة تفكيرها هل تغيرت وما الذي ينقصها لتعيش حياتها المثالية !!!!!!!!!

مطالب المرأة لم تختلف عبر العصور، صحيح إن الكثيرات يصارخن بحقوق لإثبات وجودهن بالمجتمع ولكن تلك الحقوق كلها مزيفه وليس لها أهميه كحاجة المرأة بأن تكون هي الأميرة في قصر يديره زوجها يحترم مشاعرها وأفكارها ، تحتاج أن يشاركها التفكير واتخاذ القرارات هو بعقله وهي بقلبها ليكملا نواقص بعضهما البعض .

المرأة كما قال عنها الرسول (ص) ريحانه ، فمهما امتلكت من قوة فهي أيضا هشه بمشاعرها ، ضعيفة بأحاسيسها ، سريعة دموعها ، فهي لا تريد الذهب لأن ابتسامة زوجها أغلى ، ولا تريد الألماس لأن الصحة التي تتمتع بها عائلتها أجمل ولا تريد التروة والهدايا لأن الراحة التي تعيشها أسرتها أعظم … فلا أعتقد هناك رجل لم تهزه دمعة زوجته، ولكني على يقين أن كثير من الأزواج لم يستطيعوا معالجة ثورة نساءهن، أو مسح دموعهن ، إن مصدر قوة المرأة حضن مليء بالحب من زوجها بآخر اليوم ليزيح عنها أعباء اليوم ومتاعبه ، فالحضن من أقوى الأدوية سريعة المفعول لكل مشاكل الحياة بالنسبة لهـا، وأيضا كما ذكر الأطباء يحميها من أمراض القلب.

فما أسهل من امتلاك قلب المرأة …….

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

جالا …@@

كتب الفنان السريالي الأسباني في مذكراته :” حين أستيقظ في الصباح، أختبر لــذة لا تضاهي إنني سلفادور دالي، وأسأل نفسي ما الذي سيفعلــه اليوم هذا الإنسان المعجزة سلفادور دالي”. توضح هذه الجملة الشخصية الحقيقية لهذا الفنان والسبب الذي دعى الأخرين لإتهامه بجنون العظمــة إلا عندما نتصفح أوراق حياته سنلمس التطور في شخصيته حيث قال :” إن كل رسام جيد يريد أن يكون مبدعا، وينجز لوحات رائعة عليه أولا أن يتزوج زوجتي” هنا نجده يعترف بأنه كان جيدا وليس معجزة وأنه أصبح مبدعا بعد إقترانه بأنثى كانت سببا في نجاحه ليكتشف إنه لم يكن سوى إنسانا عاديا قبل أن تدخل “جالا” حياته، ويرجع الفضل لها لكل نجاحاته.

هذه زوجته جالا الرقيقة التي أستطاعت تدجينه فــطورت أسلوب تعاملها معه لتستطيع تغيير تقلبات دالي المزاجيــة وغرابة أطواره، فقد كانت إمرأة تجيد العزف على أوتار المقولة الشهيرة وراء كل رجل عظيم إمرأة.

وهذا دالي المغرور لم تكن أغلب لوحاته تخلو من ملامح جالا حتى عندما صور مريم العذراء في رسمته الشهيرة، وأيضا كان يوقع لوحاته بإسمه وإسم زوجته جالا، وبعد رحيلها قيل إنه كان يرقد في تابوتها فترة زادت عن السنه إلا أنه أكمل مسيرته ونشاطاته الفنية حباَ لها وتلبية لرغباتها وتقديرا لتشجيعها الدائم له.

ولم ينكر دور زوجته أبدا في حياته لأنها شعاعا لم ينطفئ ونورا شاهده الجميع في ذاك الوقت فقد كتب في مقدمة يومياته عرفانا لها:” هذا كتاب فريد، هو أول كتاب يكتبه عبقري، كان حظه الفريد أن يتزوج من “جالا” المرأة الأسطورية الفريدة في عصرنا”.

جالا إمرأة لا تختلف عن باقي النساء، إلا إنها عرفت دورها في حياة الرجل، فالمرأة في كل زمان ومكان إما نعمة أو نقمة، فإما أن تكون عائقا في مسيرة الرجل وتسلبه حريته ليعيش بين جدران من الإكتئاب والفشل، أو ملهمة تقود الرجل للنجاح تكسر القيود السلبيه وتنطلق معه للدنيا بحلة جديدة.

صحيح إن الرجل قائد للمرأة إلا إنها من تدفعه ليحلق فوق السحاب، فجالا لم تكن إلا واحدة من ملايين النساء الاتي كان لهن دورا مميزا في حياة أزوجاهن، حتى لو لم يذكر العالم أسمائهن، فتلك النسوة أردن أن يكون لهن بصمة واضحة في الحياة حتى لو كان النجاح فقط على الصعيد الأسري، فهن من عرفن أن من العظمة أن يكون الإنسان غائبا حاضر، بدلا من أن يكون الحاضر الغائب.

فمن الجميل أن نعرف مانريد، وكيف نفعل ما نريد، نتحمل ونتغير لنغير، نتطور لنطور، ونكون سببا لصعود الآخرين سلم النجاح وخاصة لأن مقصود بالآخرين هم من أهم الناس لنا كأبائنا وأزواجنا وأبنائنا، ليظل العالم مسحورا بنا ونصبح قدوة للآخرين.

فما أعظم المرأة فف رقتها وضعف عواطفها وهشاشة أحاسيسها،  يكمن سر قوتها، صحيح إنني أكره مقولة إن المرأة كالفرس يجب أن تروض من الرجل إلا إنني اليوم مقتنعة لو كانت المرأة حقا فرسا فهي من جعلت الفارس يفوز في السباق، فالإثنان بحاجة لبعضهما البعض ………

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

كوني أنثى

“كوني جريئة” جملة ترددها بعض الأمهات على بناتهم كأسلوب متطور بالتربية الحديثة وكأن الجرئة هي ما تحتاجه فتياتنا هذه الأيام .. حتى نشأ جيل من الجريئات اللاتي لا يشبهن إلا أنفسهن ، كسرن القالب الإجتماعي الذي حشرن به فلا يفكرن ولا يتصرفن إلا وفق ما تمليه عليهن قناعتهن، دون الخوف من التعبير عن حريتهن في الشكل والسلوك .. قانعات بأنفسهن لدرجة غير محدودة.

” كوني قوية ولا تخافين ” جملة أخرى تكرر أيضا حتى أصبحت الجرأة والقوة خليط أدى إلى وقاحة البنت وأعذروني إلى استخدام كلمات لا أحبها ولكنها قد تعبر عن صافرة القلق الذي أعيشه وتعيشه كل أسره صالحه ، فاليوم وبسبب وجود الجرأة والقوة أصبح المجتمع يتزايد فيه نسبة المسترجلات أو ما يطلق عليه الشباب بالبويات لتكون الكلمة أقل حده على مسامعنا .

بعدما كانت البويات ظاهرة تدق ناقوس الخطر ويمكن التحكم فيه ، أصبحت وباء ينتشر أسرع من انفلونزا الخنازير، فبالأمس كنا نسمع عن الجنس الثالث ولكنهم كانوا أكثرا حياءا فلم نراهم بالشوارع إلا بعد ظهور البويات بالمجتمع وصارت جميع الأمور المقرفه عادية وأصبحت الخلاعه بالمطاعم والمرافق السياحية مباحه.

صحيح إن هناك دراسات كثيرة توضح سبب ظهور هذا الوباء إلا أن السبب الرئيسي بوجهة نظري هي حالة الاستلاب التي نعيشها في مواجهة الظواهر الاجتماعية الغربية، التي أسهمت في ظهور نزعات التقليد الأعمى لكل ما هو غربي وعزز هذه النزعه وسائل الأعلام والأسرة والمدرسة ونحن كمجتمع بالإضافة لما ذكرته بالمقدمة تشجيعنا للفتاة على التمرد والجرأة والقوة الغير محمودة فقد كنا نقودها بأن تكون واثقة من نفسها إلا إننا لم نفسر لها ذلك ، حتى اختلطت المفاهيم … والمؤلم بموضوع البويات النوع الذي اتسع عندهن الفراغ الديني هدفهن جذب الفتيات الأخريات جنسيا وعاطفيا ناسين العقاب الإلهي لكل من يعتدي على الفطرة السليمة الذي نشأ الانسان عليها ، فتلك العلاقات لا تمر بدون آلام وأوجاع أبسطها الإضطرابات النفسيه والإيدز والأمراض الزهرية بكل تقسيماتها والسرطان، فقد قال رسولنا الكريم (ص) : و لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون و الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا” وقال الإمام الحسين سلام الله عليه :” هن في النار، إذا كان يوم القيامة يؤتى بهن، فألبسن جلبابا من نار، وخفين من نار، وقناعا من نار، وأدخل في أجوافهن وفروجهن أعمدة من نار، وقذف بهن في النار”… فمن العقل عند قراءة الفتاة البوية لهذين الحديثين أن تقف مع نفسها للحظات وتكتفي من معاقبة نفسها والتمرد على أنوثتها وأن تبادر إلى العلاج.

وعلى الأسرة الانتباه لبناتهم ، وعلى المجتمع النفور من المسترجلات وعلى المدارس إضافة هدف جديد في التعليم هو احترام الذات وتقبلها كما هي وتعزيز الأنوثه لدى الفتاة والرجولة لدى الشاب ولتفعل وزارة التربية كما فعلت دولة الإمارات الشقيقة برفع شعار ” عفوا إني فتاة”، وأخر مقالي رسالة لوزارة الأعلام حيث أن هناك دراسه مأكدة تقول إن سبب تشجيع الفتيات للظهور بهذا الشكل هي المسلسلات الخليجية – المقصود بالكويتية- التي تعرض برمضان ، وأنا أقول اكتفت عيوننا من رؤية القبيح وسأمت آذاننا من سماع البذيء، وما أجمل الفتاة الجريئة الواثقة من نفسها صاحبة الشخصية المميزة التي تبادر إلى طرح وجهة نظرها في أي موضوع ولا تسمح لأحد أن يلعب بعواطفها دون خدش حياء العفة، ودون التعدى على مبادئ الدين الإسلامي.

 

هنادي عباس كرم

Hanadi.a.k@hotmail.com

 

 

Hello world!

وأنا أتصفح المدونات الشبابيه بعثت الروح فيني من جديد و أخذت أتذكر نفسي قبل عشرة سنوات و صفحتي الخاصه و مشاريعي السابقه الفاشله في الانترنت ، و أيضا خظواتي بالصحافه التي لم تستمر و أصبح قلمي من الماضي الذي أشتاق اليه بين حين و آخر . و بين ذاك الحنين وهذا النشاط أنشأت هذه المدونه لتكون خطوة اولى اشعل عن طريقها شمعه جديده فإن صمدت سيشع نورها و إن لم تنجح …. على الأقل حاولت العوده من جديد لحياتي السابقه

فــمرحبا بكم بعالمي 🙂